الخميس، 29 أكتوبر 2015

"سهام الوعي - ضدية المضائف في ساحة المناقشة (1) - جزء المشكلة"


بدايةً و نظرًا لتشعب الموضوع ، سيتم تناول الموضوع في عدة مقالات ، يتناول البعض منها مشكلة المضائف و الآخر طرق حل المشكلة.
 المضيف -بضم الميم أو فتحها- يعني مكان اجتمعت فيه ثلة من خدمة الحسين من أجل خدمته و توزيع بركات أهل البيت عليهم السلام ، و انتشرت في الآونة الأخيرة المضائف في مختلف المناطق و بين الأحياء ، فأصبحنا نرى بين المضيف و الآخر مسافات بسيطة قد تقدر حتى بالخطوات ! فهل فكرة المضيف خاطئة ؟ و هل انتشار المضائف ظاهرة خاطئة ؟ و ان لم تكن كذلك فما المشكلة من وجود هذه المضائف ؟ 

من خلال أسلوب حل المشكلة القائم على تحديد و حصر المشكلة ، فرض حلول منطقية لها و تجريب الحلول و اختيار الأنسب علينا تحديد المشكلة المتعلقة بالمضائف أولًا و من ثمة الذهاب لجزء الحل ..
أين المشكلة ؟ هذا السؤال الذي نحتاج للإجابة عليه حول هذا الموضوع الذي بدأ يشغل أذهان البعض و يسبب نوع من الحساسية للبعض الآخر ، هل المشكلة الآن في فكرة المضيف من الأساس على أنها خاطئة و يجب الوقوف ضدها أم هي مشكلة أخرى لا تمس الفكرة ؟ 
الإجابة تختبأ في الهدف من إقامة المضائف ، و مما لا شك فيه إن هدف المضيف هو التجمع من أجل الحسين وخدمته و هو بحذ ذاته احياء لذكر الحسين و أهل البيت عليهم السلام ؛ فهل احياء ذكرهم مقتصر فقط على حضور المآتم و المشاركة في مواكب العزاء ؟ هل الشخص المقدم للبركة في المضيف لا يحيي ذكر الحسين بهذا العمل ؟! 
فهل يعتبر بذلك مؤذي للطائفة ، للمذهب و للشيعة ؟! هل يوجد عقل يجيب بـ"نعم" ؟ لا يوجد ! فلا خطر على المذهب و على شيعة الحسين من هذه المضائف و بالتالي فوجود المضائف ليست المشكلة.

و كون المشكلة هي من نوع آخر -ليست فكرة وجوده يعني- فعلينا سؤال أنفسنا ، ما المشكلة إذًا ؟ إن استطعنا تصور بيئة المضيف و التعرف على مكونات هذه البيئة قد نتوصل لمناطقة المشكلة في هذه القضية ، و بالعودة لتعريف المضيف المذكور في البداية نستنتج أن للمضيف أربع أركان رئيسية و هي : الشخوص ، الزمان ، المكان و البركة الموزعة ، و هي أقطاب جذب المشاكل و افتعالها ؛ فكل مضيف تتواجد فيه هذه العناصر و لا وجود لمضيف في منطقة أو أخرى لا توجد فيه هذه العناصر الأربع.
و من هذا المنطلق و لحصر المشكلة علينا دراسة كل ركن و المشاكل الممكن حدوثها :-

1- الشخوص : و هم الأفراد العاملون في المضيف ، القائمون على تأسيسه و إدارته ، و لا وجود لأية مشكلة مترتبة على مشاركة شخوص معينة في العمل المضيفي.

2- البركة الموزعة : و هو الطعام ، الشراب ، النذورات و غيرها المعطاة في المضائف و إن كانت هناك مشكلة تمس هذا الجانب فهو جودة الطعام و مدى التزامه بالمعايير الصحية مثل عدم الالتزام بفترة صلاحية بعض الأطعمة ، أو عدم تنظيفها جيدًا -كالفواكه-.

3- الزمان : و هي الفترة الزمنية المفترض فتح المضائف فيها ، و كما نعلم جميعًا فإن فترة فتح المضائف تكون في ليالي و أيام الوفايات أو المواليد المنسوبة لأهل البيت فقط ، و لا مشكلة في ذلك. و قد تتسبب الفترة التي يبقى لها المضيف مفتوحًا مشكلة للبعض -كبقاء المضيف مفتوحًا لما بعد منتصف الليل.

4- المكان : و هو المكان الذي ينصب فيه المضيف ، و قد تكون أغلب المشاكل المعنية و المنسوبة للمضائف متعلقة بهذا الجانب و لذلك علينا التوقف عند هذه النقطة و دراستها بشكل أدق قليلًا .. 

مما لا يخفى على أحد منكم ، إن أماكن توزع المضائف ثلاث : طريق سير العزاء ، المأتم و الأحياء السكنية. فمنطقة سير العزاء جدًا مهم و ذلك يصب في مصلحة العزاء و المعزين قبل كل شيء ؛ فالموكب يحتاج لهذه المضائف حول جانبيه. و أما المآتم فوجود المضائف عندها قد يعينها أحيانًا و لكن قد يزعج الخطيب أو المتواجدون في المآتم -غالبًا- ، و ذلك لإرتفاع عدد المتواجدون عند المأتم و ارتفاع أصواتهم التي قد تعلوا على صوت الخطيب أحيانًا ! أما المنطقة الثالثة و هي الأحياء السكنية فلا مشكلة في تواجد مضائف ، و لتوضيح ذلك فلنفترض وجود منطقة (قرية / مدينة) مقسمة لثلاث مناطق ، جنوبية ، شرقية و غربية ، و العزاء يمر بالمنطقة الغربية و الشرقية فقط ، لعدم اتساع الوقت أو لطول المسافة ، فهل يعقل أن تنتشر المضائف في المنطقة الغربية و الشرقية فقط دون المنطقة الجنوبية من تلك القرية ؟! فضلًا عن كون ذلك عملًا مواسيًا للحسين و تحت شعار "احيوا أمرنا".

و بذلك نستطيع أن نحصر المشكلات في الآتي : عدم جودة بعض الأطعمة / تأخر بعض المضائف في إغلاق المضيف و ازعاج البيوت القريبة من المضيف / تعتبر محلًا -أحيانًا- لإزعاج الخطيب الحسيني في المأتم و المستمعين في المأتم ، و بحصر المشكلات و تحديدها نستطيع الآن فرض الحلول المنطقية لكل مشكلة و اختيار الانسب للتطبيق من بينها ، و ذلك ما سأتناوله في المقال القادم المتحدث عن جزء الحل .. دمتم خدّام لأبي عبدالله الحسين (ع).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق