هنا في جامعة شيان الصينية بكلية الطب ، و حيث ترتأي الجامعة وبسبب العدد الكبير لكل دفعة دراسية إلى تعيين طالب لكل فصل دراسي يكون مسئولًا عن الفصل ، و حلقة وصل بين الجامعة و طلاب الفصل نفسه ، و قد يزيد عدد المسئولين إلى أكثر من فرد ، و هم من يطلق عليهم لقب الـ(مونتر).
و مع نظام الجامعة في احتساب الدرجات لكل مادة دراسية و التي تأخذ نسبة ١٠٪ فقط على حضور الطالب إلى الفصل ، فإن الحضور إلى الفصول الدراسية مهم لجميع الطلبة.
و بعد فترة تجريبية في الفصول السابقة أوكلت المسئولة عن الدفعة الدراسية لسنة ٢٠١٤ "الإنستركتر" مهمة تسجيل الحضور و الغياب لـ"المونترات" بدافع مساعدتها على هذه المهمة التي تستغرق منها بعض الجهد و الوقت! و من هنا بدأت معاناة الطلبة -كيف؟-
"زهقنا من هالدورية هذي"...
"لا ما بروح البرادة ، بروحي مسجل تأخير أول ساعة"...
"بنروح و بنجي ، لا تسجلينا تأخير.. اوكي؟"...
هذا هو حال طلبة جامعة شيان - دفعة ٢٠١٤.
(المصداقية) ، هو الشيء الذي ينقص الـ"مونترات" في عملهم هذا ؛ جاعلين من علاقاتهم الشخصية و خلافاتهم الفردية ، فضلًا عن مزاجهم فوق هذه المهمة متناسين أنهم يؤدونها بالنيابة عن شخص آخر ، و يتجلى ذلك في قرارهم عن عدم السماح للطلبة بمشاهدة ورقة تسجيل الحضور و الغياب ، مما يجعل الطالب في حيرة من أمره ، أهو في الحصة الفلانية حاضر؟ متأخر؟ أم غائب؟
و الذي يزيد الطين بلة هو عدم ثبوتهم على آلية واحدة في تسجيل الحضور و الغياب ، فمنهم من يحتسب التأخير بعد مضي أول خمس دقائق و منهم بعد مضي عشر ، و منهم بعد مضي ربع ساعة! و ما قد يجعلك مندهشًا هو تغييرهم للآلية بين حين و آخر! أي إن لا وجود لآلية تسجيل محددة و كل "مونتر" يضع قوانينه الخاصة حسب ما يشاء!
و في ظل هذا كله يرتفع عدد المتضررين و عدد المخالفين لوجود مثل هذه المهمات بيد الـ"مونترات" إلى أكثر من ٥٠٪ من مجمل العدد طلبة الدفعة الدراسية (٢٠١٤).
نحن طلبة الطب و في هذه الجامعة نقاتل للحصول على ربع درجة ، فما بالك بدرجات ستقتتطع منا بسبب ورقة تسجيل حضور و غياب ؟! صحيح أن هنالك طلاب لا يلتزمون و دائمًا ما يتصدرون قائمة الطلبة الأكثر غيابًا -أو المحرومون- لكن ليس كل غائب أو متأخر طالب سيء يستحق أن يحرم ، فكلنا بشر و لنا مشاكلنا الخاصة و ظروفنا التي يجب أن تُحترم و تُعذر.
التزم أولًا ، كن صادقًا في هذه المهمة ، و كلنا سنكون معك ..
