"المسؤولية" ، مصطلح ضاع بين المعاجم و ابتعد كل الإبتعاد عن معظم شباب هذا العصر ، فأصبح الشباب في هذه الأيام "عديمي المسؤولية" ..
لم ؟ مما لا شك فيه بأن هذه المشكلة هي مشكلة تمس المجتمع فضلًا عن الفرد و على الرغم من كثرة أسباب انتشار هذه الصفة المجتمعية ، يمكننا القول بأن البيئة المحيطة و التربية المنزلية يلعبان الدور الأكبر في تواجد المسؤولية أو عدمها لدى الفرد ، فهما العاملان الرئيسيان في توجيه البوصلة نحو الطريق السليم الذي تعتمد عليه صفات الشخص لاحقًا.
انتشرت قصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، و عبر بعض برامج التواصل -كالواتسب- تتحدث عن ثمرة كبيرة دخلت داخل زجاجة فتحتها ضيقة لا تتسع لهذه الثمرة ، وذلك لن يكون الا ان ما كانت متواجدة بالداخل منذ صغرها ، تمامًا كصفات البشر ؛ فغرس الصفة منذ الصغر يكون اسهل علينا من غرسها عند الكبر ، حينها يكون صعبًا ولربما مستحيلًا. والذي يختص بهذا الجانب هو التربية المنزلية ، فالتربية هي اساس تواجد بعض الصفات والقيم و غياب بعضها ، وذلك يرجع لأسلوب الأسرة في التربية ، ومن الأساليب التي شاعت في المجتمع حاليًا ، الليونة و اعطاء الطفل كل ما يريد ، بالإضافة إلى جعل الطفل دائمًا في موقع الصواب .. كل هذا من شأنه خدش مسؤولية الفرد في الكبر ، يقول رسول الله (ص) : ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه ).
للبيئة المحطية دورًا واضحًا في خلق المناخ الازم لتنمية بعض القيم و الصفات ، و نعني بالبيئة الحالة الأسرية ، المعيشية و العلاقات الانسانية. وفي حال عدم تهيئة البيئة المناسبة يصبح من الصعب غرس المسؤولية لدى الفرد ؛ فالشخص الذي يحتك بالمجتمع و يواجه مشاكله في سعي لإيجاد الحلول ستغرس فيه هذه الصفة أكثر من الشخص المنعزل في منزله ، و لابد من الالتفات إلى أن ذلك لا يعني ترك الفرد يواجه الأمور لمفرده.
قد يفهم البعض المسؤولية على أنها الخروج لجلب حاجيات المنزل فقط ، لا فالمسؤولية هي تحمل عبء القول والفعل الذي يبذر منك و غيابها عن الفرد سيجعله شخصًا اتكاليًا وكسولًا في المجتمع ، ولعل من أخطر النواتج عن فقدان المسؤولية "الاتكالية" ؛ التي ترمز إلى خلل في الاعتماد على النفس والذي يدل على وجود فجوة في المسؤولية ، يقول (ص) : توكلوا ولا تواكلوا. فإن النهي الواضح للرسول (ص) عن هذه الصفة دليل واضح على قبحها.
فلنربي أبناءنا على تحمل المسؤولية ، فنحن لن نعيش لنطعمهم طوال الدهر و لا ننسى بأن الضرر الناتج عن انعدام المسؤولية لا يمس الفرد فقط ، بل يغرس انيابه الحادة حتى في المجتمع.
حرر في 18/9/2013
ӡℓõõǐ