رياح الكورونا حطّمت النوافذ و حتى الأبواب المغلقة ، أصبح الوضع مخيف أكثر من السابق بسبب تفشي المرض في الأوساط الإجتماعية ، و في الوقت الذييكشف لنا الكورونا تراجع الثقافة العالية و الوعي لدى المجتمع يكشف كذلك تناقض بين الفعل و القول ، تناقض خطير يجب وضعه على طاولة المصارحة والنقاش !
نحن اليوم ننتظر ظهور المخلص الموعود ، امام زماننا الحجة القائم المهدي (عج) ، و نبذل كل ما نملك في سبيل رضاه و التمهيد لظهوره المقدس و الذي ينتظرهالعالم أجمع. فمن أحد جوانب التمهيد التي لا تخفى على أحد هي اتباع قولهم عليهم السلام و الإمتثال لأوامرهم ، و نقيض ذلك حتمًا أمر لا يدخل في دائرةالتمهيد لولي الله الأعظم ، و ليس منا من يكره أن يكون في هذه الدائرة و يسعى جاهدًا لنيل هذا الشرف العظيم ، و مع تعدد أوجه و طرق هذا التمهيد فيمختلف الأوقات يبقى العمل الحقيقي أفضل من الإكتفاء بقراءة الأدعية و البكاء ، العمل الذي يندرج فعلًا كتمهيد لقائد عظيم كالإمام المهدي (عج).
في زمن الكورونا ، هناك ما يندرج من ضمن الأولويات ، و هنا يقف الناس في مفترق طرق و يدخل التناقض البيوت و يلوث الأعمال ؛ فكيف تدعوا بالفرج لإمامزمانك و تدّعي التمهيد لظهوره الشريف و أنت لا تلتزم بتعاليم بسيطة محدودة المدّة ، سهلة التطبيق ، لا ينزل عليك إن طبقتها ضرر و لا ينقص من عمرك شيءإن عملتها ! هذه التوصيات لحفظك و أهلك .. نحن نرى اليوم كمية الاستهتار و عدم المبالاة و حتّى خرق الالتزام بهذه التعليمات رغم الإفتاء بحرمة ذلك !!
هل يا ترى يكون إمام الزمان راضيًا عنك كشخص يكون غير ملتزم و هل ينطبق عليك حينها مفهوم المههد المنتظر ؟!
الجواب واضح و واقعي جدًا و هو "لا".
لا تخدعنّ نفسك بكلمة أنني سأكون ملتزم بما يطلبه الإمام مباشرة ، نحن في إختبار بسيط اليوم و صعب في آن واحد ، كيف اسيطر على رغبتي في التجمعمع صحبي و عائلتي ، كيف اتوقف عن فعل شيء معين ، كيف أغير من نمط معين في حياتي و لوقت أجهله من أجل إمام الزمان و تطبيقًا لتعاليم الدين ! إن لمتكن قادر على الثبات في اختبار دنيوي سهل فلا تعتقد أنك قادر على الوقوف في صفّ المهدي (عج) غدًا و البقاء معه لآخر رمق ، ذاك إمتحان أصعب آلافالمرات من هذا.
و لنأخذ نموذج كربلاء كمثال ، من التزم بقول الحق نجا و من تخلّف لرغبات دنيوية عضّ أياديه من الندم ! نحن كربلائيون حسينيون ، تربينا في المآتم و نشأنافي المواكب فهل يعقل أن تكون حصيلة كل هذه السنين هذا الكم الضيئل جدًا من التحمل و الإلتزام و الصبر ؟؟
-توقف عن التزاور مع الجيران / الأصحاب / الأهل
-توقف عن الخروج لتناول الطعام مع الأصدقاء / الأهالي
-لا تتهاون و تستهر في التعامل فتضر نفسك و الآخرين
هل من الممكن أن لا نلتزم بنقاط بسيطة كهذه ثم ننتظر أن نحمل سيفًا و نقاتل تحت لواء بقيت الله ؟ هذا التناقض الذي يجتاحنا في العلن و الخفاء عليه أنيرحل و إلّا فإن ولاءنا و قلوبنا المتلهفة لرؤية عزيز الزهراء بها خلل !
اللهم عجل لوليك الفرج.