الاثنين، 29 يوليو 2019

أكبر المولدات في دواخلنا، قادرة على جعلنا نصنع المستحيل!



تتعدد المحفزات لدى الإنسان و التي تحركه في اتجاهٍ معين نحو صنع ما قد يراه هو أو المجتمع صعبًا مستحيلًا! الأهداف مثلًا تجعل الشخص الطموح يتحرك نحو هدفهِ حتى و لو ضحّى بشيء مما يملكه، و كذلك حب عملٍ معين و الضغط العائلي أو البيئي على الشخص، كلهم و غيرهم من المحفزات للشخص لإخراج ما بداخله و جعله يصل لشيء معين في هذه الحياة، و أبرزها و أغلبها النجاح طبعًا. 

ثمة محفز لا يمكننا جعله يقف مع البقية؛ لأنه لا يمكن تسميته محفز! مولد ستليق به بشكل أكثر؛ هو مولد لطاقة استثنائية تحرك السواكن بداخلك و تحلق بك نحو الوجهة التي رست عليها مؤشر بوصلتك، هذا المولد الهادئ يومًا قد عمل لدينا و سار بنا نحو غاياتنا دون أن نأخذ ملاحظات حول عمله، صحيح كونه مؤقت و لكن فائدته كبيرة جدًا، إنها الحاجة: المولد الموجود في داخلنا، الذي لا يعمل دائمًا ولكن بمجرد أن يعمل يفعل ما لا يفعله أي شيء آخر. 

عندما نستعرض شريط ذكريات لكثير من الناجحين في الحياة نجد أن الحاجة التي أمطرت عليهم يومًا ما جعلتهم هكذا، صنعتهم هكذا!! ذلك بأن الحاجة هذا المولد الضخم قد عمل بداخلهم و عمله صنع الفارق في حياتهم. و كما أن الحاجة مولد ضخم فقد يتصل بالفقر يومًا و حينها فإن ضخامته تتضاعف، الفقراء ماديًا هم الأكثر عزمًا و إرادة داخليًا، هم القادرين على بلوغ ما نسميه مستحيلًا فلديهم مولد أضخم مما أتحدث عنه هنا، هم أصعاب نفوس صلبة و غير طبيعية!

عندما تقرأون يومًا أن شيء ولد من رحم المعاناة، أو إن نجاحًا تحقق بعد ماضٍ مؤلم، أو إن أحدهم بلغ ما بلغ بعدما كان لا شيء، اعلموا أن الحاجة (المولد الضخم) وراء كل ذلك فلا تستغربوا، كلنا قد مررنا في يوم معين أو ظرف معين في حياتنا بمرحلة عمل هذا المولد، و لو لاه لكنا أسارى ذلك الموقف مدى الحياة، أسارى محطة من محطات الحياة لا نعرف كيف السبيل للمضي قدمًا. 

من المزعج تعرضنا لحاجة في يوم من الأيام فهو ابتلاء و قد يجعلنا نرى أنفسنا ضعفاء كذلك، هناك من يضعف في هذه اللحظات و يغفل عن إن أكبر مولد للطاقة و العزيمة و قوة النفس جاهز للعمل في هذه اللحظة، الحمدلله الذي جعلنا أكثر قوة في لحظات تسلل الابتلاءات، حتى و إن كان من المزعج تعرضنا للحاجة إلّا إن بلوغنا بر الأمان و النجاح بعدها سيكون ذا طعم خاص، عندما يكون أكبر مولد بداخلك يعمل فأنت على موعد مع تحقيق نجاح من وسط المعاناة ، و لهذا وجد المثل "الحاجة أم الإختراع"..