الأحد، 1 نوفمبر 2015

"الشعب الصيني في سطور .."


عند حديثنا عن كل بلد في هذا العالم لابد لنا أن نتوقف عند محطة شعب هذا البلد ، فالشعب هو المرآءة التي يُكسب البلد سمعته و هو الموتور المتحرك الخادم في مختلف أوساطه ، و من بين جميع بقاع العالم أختار بلدة الصين -التي أدرس بأحد جامعاتها- للتحدث عن شعبها و أطرح مواقف متنوعة عنهم .. 

بعد سنتين من حياتي في هذا البلد و بين مختلف أطيافه أستطيع القول إن الشعب الصيني شعب محترم و خلوق و يحب الإلتزام كثيرًا ، و ذلك لا ينفي وجود صفات سلبية و أحيانًا مزعجة فيه ! حسنًا لن أسرق من حديثي حلاوته ، سأخذكم في جولة مع ذووي العيون الغريبة -المسموتة- لنكتشف بعضًا من تلك الصفات .. 

كان وقتًا متأخرًا و كنت عائدًا من أحد المحلات التجارية حاملًا من الأمتعة ما يؤلم ظهري ، أسير لخطوات و من ثمة أتوقف ، كنت انتظر رؤيتي لبحريني يمر و يسألني إن كنت بحاجة لمساعدة ، لن أقول "لا شكرًا" هذه المرة ، فأنا احتاج فعلًا ! وقفت امرأة بيدها طفلًا و يبدوا إنهما عائدان لمنزلهما ، بينما كانا مارين تساقطت أمتعتي على الأرض ، سارعت هي و ابنها لإلتقاطهما و من ثمة ساعدوني حتى عبرت الشارع ، كان طريق منزلهما مختلف عن طريق العودة للجامعة -مشكلة صحيح ؟- ، حسنًا شكرًا جزيلًا ، اذهبا و سأتابع طريقي حاملًا هذه الأمتعة بمفردي ، لم امكث كثيرًا حتى رمقني أحد المارة و جاء مسرعًا فساعدني في حمل الأغراض حتى بلغت غرفتي في مبنى الطلبة الأجانب في الطابق الثالث -مافي لفت في المبنى مالنا!- كان عملًا مذهلًا ! شكرًا له.

هم يخدمون بشكل كبير ، و يساعدون الغير حتى و إن لم يكن صينيًا ، لكن عقلهم قد يكون مختلفًا عن البقية أحيانًا ! كيف ؟ فليجبك هذا المثال ، تخيل إن عندك ثلاث مناطق : شرقية جنوبية و غربية ، إن كنت في المنطقة الشرقية و لديك طريق يمر بالمنطقة الجنوبية ثم يذهب للغربية و طريق آخر مختصر يأخذك من الشرقية للغربية مباشرة دون الحاجة للمرور بالمنطقة الجنوبية ، أي الطريقين تختار ؟ لا داعي للإجابة نحن نعلم الإجابة لكن الشعب الصيني له إجابة مختلفة في ذلك ، فلا تستغرب إن عبروا الطريق المار بالمنطقة الجنوبية ! إنهم كذلك ، معقدون في التفكير أحيانًا .. و مما يجعلهم معقدين في نظرنا كذلك التزامهم بالأنظمة و القوانين و حرصهم على تنفيذها خصوصًا تلك المتعلقة بالعمل.

و مما يميز الشعب الصيني ، طيبته و شفافيته التي تعتقد من خلالها إنهم مغفلون أحيانًا. تعجبني شفافيتهم ، تراهم صادقين في كل شيء متعلق بأمورهم الحياتية و الفكرية ، إلا أمر واحدًا ، فهم يحبون المال كثيرًا ! أجل كثيرًا كثيرًا ، و لا مانع عندهم أن يكذبوا عليك إن رأووك أجنبيًا .. فقط عليك أن تعرف قيمة العملة الصيني (اليوان الصيني) و لن تواجهك مشكلة في ذلك ، و إن أردنا أن نقارن حبهم للمال بحب آخر يفوقه فهو حبهم لآبائهم الذي و بكل صراحة يفوق حب الكثيرين من أبناء بلدي ، يبرون بآبائهم و آباء آبائهم بشكل واسع ، و ذلك قد يعود للمنزل الذي يحوي العائلة جميعًا و أيضًا للقانون الذي بدأ يقصّر عدد أفراد الأسرة.

الرياضة ؟ هم أبطال في الأولمبيات ، ولا اعتقد أن أحد يجهل مهارتهم في رياضة تنس الطاولة ، يمتازون برياضاتهم الصباحية و المسائية ؛ فالشباب و الشيوخ يركضون حول الملعب ، و المتقدمات في السن مع الشابات يقومون برقصة غريبة جدًا تراها في وقت المساء غالبًا ، و أكثر ما يزعجنا في ذلك تلك الأغاني التي يسمعها المتقدمون في السن ، اظن إنها أمرأة فاقت الثمانين و تحاول أن تغني بنمط الأوبرا ! -توقفي صوتك مقزز-
و كون الصين بلدًا شيوعيًا فلا ديانة محددة فيه ، و مع تواجد مسلمين إلا أن نسبة البوذيين و بقية الديانات ليست قليلة أيضًا ، و بشكل عام هم يحترمون كل المعتقدات و الديانات و لا يتعاملون مع هذا و ذاك بناءً على الدين أو المذهب ، بل و يحترمون أكثر الملتزم بدينه ، لحظة نسيت أن أقول شيئًا ! هم فضوليين جدًا ؛ فمن الطبيعي أن تراهم يحدقون بشاشة هاتفك أثناء استخدامك له ، لا تغضب فهم لا يجيدون العربية -هههه فضول بس !-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق