الخميس، 15 أكتوبر 2015

"سهام الوعي - نحن نقف في وجه كل من يريد الإساءة و التعرض للموكب ، و لكن هل وقفنا في وجه أنفسنا ؟"

موكب العزاء هو العرض المذهبي الذي يحول دونه الأنفس و الأرواح ، و هي الميادين المفتوحة للتعبير عن الحزن العميق على أهل البيت عليهم السلام و لا يقتصر فقط على اللطم و الإفراط فيه ، بل أيضًا البكاء و تهذيب النفس و تقويم الخلق.

اللاطم الحسيني يدرك تمامًا أهمية الموكب و يعتبره جزء لا يتجزأ من ممارساته طوال العام ، و قد لا يقتصر اللطم على أيام الوفيات فقط -عنده- ، بل أيضًا في الأيام العادية كممارسة اللطم في المنزل أو مع الصحب أو حتى في السيارة ! و لا يدل ذلك إلا على التعلق بالموكب و الارتباط الوثيق به النابع من تربية حسينية على المشاركة فيه و الإنخراط في أوساطه.
و إن أكثر ما يزعج اللاطم هو ما يحول بينه و بين الموكب .. تمامًا كمن يسيء للموكب أمامه ، فما حالك أيها اللاطم إن كنت أنت من تسيء للموكب و أنت الذي يحول بينك و بينه .. كيف ؟

لا يخفى على أحد توزع المضائف على طرفي العزاء لتوزيع بركات الإمام عليه السلام و ذلك في كل المناطق و البقاع ، و نستحضر هنا موقف لأحد المعزين في أحد المواكب الحسينية .. "كان يعزي بكل ما اوتي من قوة ، و العرق يصب من جبينه كالشلال ، ما إن لمح مضيف حتى أسرع ليأخذ أكواب ماء ليروي عطشه و عطش من معه ، عاد للموكب و وزع الماء على من كانوا بجواره يلطمون و ما أن أكمل شرب الماء حتى القى الكوب و تابع اللطم"
ماذا فعل اللاطم ؟ بكل بساطة هو عزّى الحسين و أهل البيت من جهة و آذاهم من جهة أخرى ! ما الفائدة ؟ لا شيء !

القاء الأوساخ على طرفي العزاء و خط سيره ألا يؤذي الموكب ؟ الجواب واضح و العجب من كونه واضح إلا أننا لا نأخذ به بل نتجاهله ، و هذه حقيقة لا تنكر ! فما أكثر الأوساخ المنتشرة بعد انتهاء مواكب العزاء ، و هذا التصرف لا يؤذي الموكب فحسب بل يشوه صورته و يرسم معالم خطيرة للآخرين عن مذهبنا . ما أخطرها و أقبحها من معالم .. نحن نقف في وجه كل من يريد الإساءة و التعرض للموكب و لكن هل وقفنا في وجه أنفسنا ؟ هل منعنا أنفسنا من إلقاء هذه الأوساخ ؟ ياللعجب ، أنحب الموكب فنؤذيه ؟!!

عمدت اللجان المعنية بتنظيم العزاء على انشاء مجموعة تقوم بتنظيف طريق العزاء بعد انتهاء الموكب ، و تداولت أخريات فكرة إنشاء مجموعة تختص بتنظيف خط سير الموكب في نفس وقت انطلاق الموكب ، و غيرها من الأفكار النافعة خاطئة و مسيئة للمعزيين ؛ فالمعزي الحسيني لا يحتاج لمن ينظف خلفه ، هو يعلم قضية الحسين و يدرك تمامًا أهمية الموكب و خطورة الإساءة إليه.

على اللجان المعنية توفير حاويات قمامة على طول خط العزاء فقط و على المعزيين إبقاء المكان نظيفًا ، توجه لأقرب حاوية قمامة و ألقي النفاية فيها ، لن يعيقك ذلك و لن يؤخرك عن الموكب .. دمتم لاطمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق