الخميس، 1 يناير 2015

"السيدة زينب ، تدير عجلة المواصلة بدواخلنا"

السيدة الطاهرة -الملقبة بإم المصائب- زينب بنت أمير المؤمنين عليه السلام ، و هي من أروع الأمثلة التي تستحق الاتباع و التفكر لما بذلته منذ صغرها من مواقف و تضحيات تاركةً بذلك بصمة عريضة في السطور الذهبية

إن من أعظم الأمثلة التي تجسدت فيها المواقف العظيمة لهذه الامرأة كانت بعد استشهاد أخيها -الإمام الحسين (ع)- بواقعة الطف ثم سبيها و من معها من النساء و الأطفال في رحلة شاقة مليئة بالآلام إلى الشام ، فما بذر منها في هذه المواقف دل على عظمة في التربية و الشخصية ؛ فما واجهته السيدة في هذه الرحلة لا يقارن بأي مصيبة سبقتها أو لحقتها ، و لذلك لقبت بـ"عاصمة الصبر".

لم لم تنثني السيدة أثناء مواجهتها لهذه البلايا و المصائب ؟ الجواب يكمن بهدف السيدة ، بنهجها ، بالغاية التي تريد أن تبلغها ؛ فبعد استشهاد اخيها كان لها الدور البارز في اكمال ما بدءه و ايصال تلك القضية و الفكرة للناس كلهم ، فما كانت المصائب التي تعترض طريقها إلا وقودًا لصبرها الذي استخدمته كجسر للعبور إلى غايتها. كذلك نحن ، فنحن إن ما وضعنا هدف بداخلنا و اصرينا على بلوغه ، لن يثنينا عن الوصول إليه شيئ مهما عظم تأثيره فينا فحينها سنشعر إن اصرارنا يتجدد مع كل بلاء بل يزداد !

الطلبة / الطلبة المغتربون -على وجه الخصوص- قد نواجه الكثير من الصعوبات و نحن خارج الديار و قد يهاجمنا شبح الشوق و الذكريات - الاحساس بالوحدة ، و قد تمر مناسبات سعيدة و اخرى حزينة من حالات وفاة وولادة و زواج ؛ فإن تركنا هذه الصعوبات تهزمنا في مواجهة نحن قادرون على كسبها -عبر اتباع نهج السيدة عليها السلام- فلن نتمكن أبدًا من تحقيق ما نطمح إليه مستقبلًا ، ليكن الهدف المنشود المدفئة التي نحتاج إليها في البرد القارس -الغربة- ، فكل ما سنحتاج إليه حينها مجموعة من الحطب -الصعوبات- لنبقي المدفئة مشتعلة