الثلاثاء، 13 سبتمبر 2016

"بين الإيجابية (+) و السلبية (-) اصبع واحد !"


لطالما سمعنا شخص ينعت آخر أنه إيجابي ، أو تلميذ يصف أحد زملائه أنه سلبي ، و ترددت في وسائل التواصل الإجتماعي و على ألسنة المدربين و الأطبّاء النفسانيين مصطلح "الرسائل الإيجابية و السلبية" ، و لربما قرأنا الكثير حول هذا الموضوع الشائك لمعرفة ما المقصود بـ"الإيجابية" و ما معنى توأمتها المختلفة "السلبية".


قد نصف شحنات التيار الكهربائي انها سالبة أو موجبة ، و قد نكتب أرقام رياضية تحتوي اشارة السالب و الموجب ، و أحيانًا نجد بعض العلماء يتحدثون عن الطاقات الإيجابية و السلبية من حولنا ، و في هذه الخربشة لن نتحدث لا عن هذا ولا عن ذاك ، و لا عن المصطلح الشامل (ليس بقصد الشمولية) للإيجابية و السلبية حيث أن لا تعريف واحد لهذين التوأمين. الإيجابية و السلبية هنا هي نظرة ينظرها الشخص لجميع المتغيرات من حوله ، بمن فيهم البشر و الحوادث و المواقف و المحلات و غيرها .. ، و تأثيرها النفسي عليه.


و بما إن عضو النظر في الإنسان هو العين ، فنستطيع القول أن الإيجابية و السلبية هما عيني الإنسان الوهميتان الغير محسوستان الذي ينظر من خلالهما لما حوله ؛ فالعين اليمنى هي الإيجابية و اليسرى تمثل السلبية ، و مدى امكانية نظرك من عين دون أخرى ، و مقدار تفوق عين على أخرى ، بالإضافة إلى ضعف عين عن أخرى ستحدد العين التي تستخدما غالبًا للنظر للأمور من حولك


العين اليمنى (+) ، تضفي على نظرتك الجمال و الألوان الزاهية ذات المنظر الرائع و الرائحة الفائحة بالتفاؤل فتعكس في داخلك بهجة و سرور و تفجر فيك عيون من الأمل. في حين أن العين اليسرى (-) ، تجعل نظرتك للأمور قاتمة مظلمة ، خالية من الألوان الجذّابة و مليئة بالروائح النتنة مما ينعكس عليك بتذمر و كآبة يصحبها حزن و ضيق


نحن ننظر من كلتا العينين ؟ نعم صحيح فمن الممكن النظر من كلتا العينين حيث حالة من التساوي تقريبًا ، لكن سيبقى لنا خيار في اغلاق واحدة و إبقاء أخرى لنرى الأمور بوضوحٍ أكثر ، فأيّهم ستختار ؟ 

عندما تقول الخربشة اغلق واحدة و افتح أخرى لا تعني أن تسير في الطرق و انت مغمضًا لأحد عينيك قاصدًا النظر بإحداهما ، لا ! الخربشة تعني توقف عن النظر من تلك العين التي لا تريد النظر منها و صبّ تركيزك حول طريقة استثمار العين الأخرى التي تريد لنفسك النظر منها حقًا.


لا أحد يريد العين اليسرى ، لا أحد يطيقها أو يريد النظر منها ؛ كلنا نريد النظر من العين الإيجابية التي تجعل حياتنا أحلى و أنقى ، التي تعيشنا في سعادة و تبعث في أنفسنا الطمأنينة و الراحة -من لا يريد ذلك ؟ لا أحد- ، فلنبدأ باغلاق عيننا اليسرى بالتسماح بالمحبة اذًا ، بالأمل و التفاؤل ، بالإبتسامة و بالفرح ، بمنح من نحب ضحكة تزين حياتهم و تنور ظلمة غرف مخاوفهم المظلمة ، و ليس هنالك من مستحيلٍ مع المحاولة ..


[ طريق التغير ليس بصعبٍ أبدًا ؛ فبين الإيجابية و السلبية اصبع واحد فقط !! ] 


الخميس، 1 سبتمبر 2016

ليس حديث شريف ، بل معادلة حياتية !



"مثل الإهتمام عند البشر كمثل الأشخاص الجائعين يحتاجون لطعامك ؛ فبم تطعم ؟ تطعم من أولًا و تقدّم من على من ؟"

الإهتمام هو الحب و الحب هو الإهتمام ، لا خلاف عَ ذلك ؛ لأن حب الشخص يولد اهتمامًا به و بشؤونه و تفاصيل حياته ، كذلك الإهتمام يولد حبًا أكثر في النفوس لكونه ترجمة لكلمة "أحبك" التي يثقُل اللسان عن نطقها في ظروف و مواضع كثيرة من الحياة. 
لكن لم الجوع ؟ و ما علاقته بالإهتمام ؟ 

قبل الإجابة عَ هذا السؤال يجب الإلتفات إلى أن هذه الخربشة تتحدث عن درجات الإهتمام و تمياز البشر في علاقاتهم ، أي أن الأشخاص غير المقربين لا يشملهم الحديث .. 
يعرف الجوع على أنه حاجة الجسم للطعام ، حاجة الأعضاء للطاقة ، للتغذية و هي أحد أهم العمليات الحيوية في الجسم التي تجعل الإنسان يواصل حياته بالكيفية السليمة و العادية. و الإهتمام يعرف بأنه الإنشغال الذهني و العاطفي بقضية أو أمر أو شخص ، يكون نتاجه تصرفات تدل على المودة و الحب.

الأشخاص المقربون من حولنا كالجائعون الذين يطرقون بابنا أو نطرق بابهم طلبًا للطعام ، نحن لا نطلب منهم "المندي / البخاري / المحموص / المچبوس" ، نحن نطلب منهم كمية من الحب ، مساحة من الحديث ، شمعة من الإخلاص و "كيلو" من التضحية و الوقت .. 
كمية هذه الأطعمة و تنوعها تحدد مقدار الإهتمام الذي تقدمه للطرف الآخر ، و هو معيار الفروق بين المقربين حولك .. كيف ؟

فلنفرض أن ثلاثة أشخاص يطلبون منك ذات الطلب في ذات الآن ، و لنفترض كذلك أن لا وجود لأية ظروف و ضغوطات لتقديم طلب شخص على آخر ، تبدأ بتلبية طلب من ؟ ستبدأ بدون شك بالشخص الذي تهتم به بصورة أكثر ثم ستنتقل للأقل ثم للأقل .. 
بالضبط ، ستبدأ بإطعام الشخص الذي خصصت له مساحة اهتمام أكبر ، فأنت لا تريد لهذا العزيز أن يبقى جائعًا أو ينهكه الجوع ؛ فذلك سيكون مؤشر غير جيد تسوء بتكراره علاقتكما -لا سمح الله- !

جائعون فنطعَم و جائعون فنطعِم ، هذه هي الحياة ؛ اهتمام و حب و عشرة تدوم لسنين ، ثم أثر جميل يبقى في القلب و ذكرى طيبة تخلّد حتى بعد الرحيل .. لا تسمحوا لتصرفاتكم أن تشعر من حولكم بأنهم غير مهمين ، و تذكرّوا أن الطعام الساخن ليس كالبارد كذلك !