الثلاثاء، 22 مارس 2016

"أم البنين ، أنتي الأم المثالية على مر العصور !"

نعيش في هذه الأيام ذكريين اثنين ، الأول ما يسمى بعيد الأم أو يوم الأم ، و الآخر هو ذكرى وفاة السيدة الطاهرة الأم العظيمة أم البنين سلام الله عليها. نحن اذ نتحدث عن أم البنين نعظمها و نقدسها و نجعلها مثالًا يحتذى به و قدوة لكل أم و شابة ، لم ؟ لم كل هذا التعظيم ؟ و لم هي الأم المثالية ؟

بدون أدنى شك ، و مما لا يخفى على أحد أن السيدة أم البنين لها فضائل و مميزات كثيرة تعجز عقولنا البسيطة عن إلمامها ، تبقى لأم البنين خاصيتين اثنتين تميزها كأم عن سائر الأمهات ! 
الخاصية الأولى: هي كون أم البنين امرأة تعرف إمام عصرها و زمانها ؛ أم البنين عاصرت 4 أئمة ( أمير المؤمنين ، الحسن ، الحسين و زين العابدين -عليهم السلام ) و في كل حقبة كانت تعرف إمام عصرها و زمانها معرفة كاملة ملمة ، مما تجعل تصرفاتها و حديثها يدخل الفرح على قلبهم و يخفف من أحزانهم ، و يصب في طاعتهم ، الإنقياد لأوامرهم و حبهم ، و هذا يبدوا جليًا في سيرتها عليها السلام خصوصًا منذ أن خطبها الإمام علي (ع). و معرفة الإمام معرفة كاملة ملمة تعني المعرفة كذلك بما يحب و بما يرضى و مم يغضب و مم يحزن ، فضلًا عن معرفة أنه امام مفترض الطاعة و أنه حجة الله في الأرض.

الخاصية الثانية: معرفة أم البنين بإمام عصرها و زمانها أثمر و أزدهر و بان حين انجبت الأربعة -أبناءها- ، حيث أنهم رضعوا من والدتهم هذه المعرفة و تربوا على يدها بهذه الطريقة ، و ذلك واضح جدًا في معركة كربلاء ، و قبل معركة كربلاء ، نستكفي فقط بذكر مثال كأبي الفضل العباس (ع) الذي كان ينظر إلى الحسين على أنه سيده و مولاه و إمام زمانه قبل أن يكون أخيه من والده ، و بذل نفسه في سبيل الدفاع عنه و صد خطر أعداءه ، و غيرها من المواقف الكثيرة لأبي الفضل التي تدّرس في معان التضحية و البذل في سبيل إمام العصر و الزمان ، و إن ننظر لعظمة هذا الرجل و مواقفه لابد أن نسلط الضوء على أنه تربية من ! تربى في حجر من ! من أمه من أبوه ! 

هاتين الخاصيتين اللتان تميزان أم البنين كافية لتكون مميزة -بعد الزهراء (ع)- و أم مثالية بمعنى الكلمة ، فكم من شابة تعرف إمام زمانها معرفة حقيقة كما أم البنين ؟ كم من أم يرضع أبناؤها اليوم معرفة فذة لإمام عصرهم و زمانهم منذ الصغر ؟ و كم من امرأة تعمل بما يرضي الإمام و تتجنب ما يزعجه ؟ لذلك أم الأربعة هي الأم المميزة على مر العصور.

أيتها الشابة / الأم مستقبلًا / المرأة الممهدة لإمام الزمان (عج) ، وظيفتكِ أعظم من وظيفتنا نحن الشباب ، و نحن الرجال ؛ لأننا تربيتكن أنتن ، فإن نقصت معرفتكن بالإمام قلت معرفتنا به و قد نظل ! الطفل غدًا يحتاج لتأهيل مبكر لنصرة دولة الحجة (عج) و هذا يتطلب معرفتكِ بإمام الزمان أكثر .. 
أيها الشاب / الأب مستقبلًا / الرجل الممهد لإمام الزمان (عج) ، وظيفتك لا تقل أهمية عن الشابة و معرفتك بالإمام سينعكس في تربيتك لإبنك ، و لا يقتصر دورك على القتال فقط .. 

في زمن الغيبة نحن أشد المحتاجين لمعرفة أم البنين ، لمجتمع فيه أمهات يمتكلون ربع ما تملكه أم البنين من معرفة بإمام عصرها و زمانها ، فنمهد بذلك الأرضية لظهوره (عج)