الثلاثاء، 29 يوليو 2014

"لم ترتدي اللون الأسود ، أليس اليوم عيد ؟!"


كما شيع كمفهوم لدى الجميع بأن اللون الأسود هو لون يدل على الحزن و يرتدى في الغالب في مراسيم الدفن و المواساة ، فأصبح مرتدي السواد هم أناس فقدوا أحد أقرباءهم / أصدقاءهم في مجتمعنا الحالي. 
من الطبيعي ان نجد مثل هذه الترجمات العقلية لكوننا في شعائرنا كمحرم مثلًا نرتدي السواد و نعتبره لون حداد أيضًا ، لكن .. هل الأسود لون حزن فقط ؟!

جواب هذا السؤال موجود في أذهاننا قبل الحروف ، فكلنا نعرف مقولة "الأسود سيد الألوان" ، الكثير الكثير يفضلون الحصول على سيارة سوداء ، أو بنطال أسود أو حتى ساعة سوداء .. فهم بهذا اللون يظهرون نوعًا من الفخامة -كما نسميه بلهجتنا العامية "كشخة"- و لا يعكس ذلك على تعسهم اطلاقًا ! و يكون جليًا في فساتين العرس السوداء و البدلات الرجالية السوداء ، و هي الأكثر انتشارًا.

تقول أحد السيدات : نرتديه في الأحزان تعبيرًا عن الحزن العميق كما نرتديه في الأعراس بشكل مختلف ، فتظهر السيدة بأحسن مظهر ، فالأسود ملك الألوان و لا يعلو عليه لون آخر على الإطلاق لانه يعطي هيبة و شكلًا معينين لا يمكن الحصول عليهما من أي لون آخر.

فالزي الأسود لا يرتدى في المناسبات الحزينة فقط ، فهو يظفي طابع جمالي في المناسبات الأخرى أيضًا.
علينا أن نعي كون مرتدي السواد ليس في حداد أو حزين ؛ فالحزن بالقلب لا بلون الزي المرتدى ، كذلك الفرح .. كما يجب الالتفات لكون لون بشرة الشخص و شكله يحددان أي لون أو طراز يظهره بحلة أجمل تمامًا كقصات الشعر و اللحية.

[اللون الأسود سيد الألوان]

الأحد، 27 يوليو 2014

"قبل و بعد رمضان"


جرت العادة على تهيئة المنزل و تعطيره قبل نزول الضيف فيه ، كما يفرض الآباء قوانين صارمة على أبنائهم طيلة فترة الزيارة .. و ماذا بعد ؟ 
أي و ماذا بعد التوديع ؛ يغادر الضيف و يترك تلك القوانين تتبخر و حال البيت منقلبًا !

تمامًا كشهر رمضان ، الشهر الضيف الذي نستقبله بكل حرارة و نهيأ له أنفسنا ومنزلنا ، ونفرض قوانين صارمة على أخلاقنا وتصرفاتنا .. لكن للأسف فإن هناك صلاحية انتهاء لهذه القوانين ؛ فلا تدوم بعد إنقضاء الشهر بل تختفي في أول بزوغ لهلال العيد ! 

أعجبني قول أحد العظماء حين قال : "فإذا انقضى شهر رمضان المبارك ولم يطرأ على أعمالكم وسلوككم أي تغيير، ولم يختلف نهجكم وفعلكم عما كان عليه قبل شهر الصيام، فاعلموا أن الصوم الذي طلب منكم لم يتحقق، وأن ما أديتموه لم يكن أكثر من صوم الحيوانات."

ومن الملفت للنظر أيضًا هي تلك الرسائل -البرودكاست- التي يتداولها الجميع عن رحيل (إبليس) مع دخول الشهر و ثم تفعيل خدمته بعد الشهر ! .. هل فُرضت علينا العبادة واجتناب المعاصي في شهر رمضان فقط ؟ لن نستطيع الإجابة عن هذا السؤال وطريق المسجد لا نستدله إلا فالشهر ، ولا نجيب عليه أيضًا مادام القرآن يقرأ في شهر كل سنة ! 

علينا بتمديد فترة صلاحية أخلاقنا وتصرفاتنا ، وليكن هذا الشهر لنا نقطة إنطلاقة جديدة مفعمة بأخلاق ديننا الإسلامي السامي.

"زميلي تشاجر معي ، ما العمل ؟"


يقول تعالى :( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ) ، لم يكن البشر يعيشون كلن في حاله يومًا من الأيام ، ولكن كلن مع شريك / زميل / صديق / أخ ... ليشاركه معترك هذه الحياة و يكون فيها بمثابة البهارات في الطعام ، فكانت العلاقات الإنسانية

العلاقات الإنسانية كثيرة و متعددة ، و قد يجد الشخص -استنادًا لفكره ووعيه- علاقة جديدة أو غير موجودة و قد تكون غريبة أحيانًا ، و الإنسان بطبعه يميل إلى العلاقات التي تبعده عن هموم و متاعب الحياة و تجلب له السعادة و الرخاء الدائمين ، الذي يعتقد إن لا وجود لهما بدون من يشاركه اياهما ؛ و لكن إن خلو العلاقات الإنسانية من العقبات -المشاكل- أمرًا شبه مستحيل ، فكل علاقة تعترضها عقبات معينة ت
خلقها البيئة و الاشخاص نفسهم ، و قد يتدخل الزمن و مواقفه ليخلق عقبات أخرى .. فحين إذ يكون العامل الوحيد لتجنب و ازاحة هذه العقبات هو الأشخاص نفسهم و ذلك بإتباعهم اساليبهم الخاصة في إزالة الصعوبات التي تعترض علاقاتهم ، و تتدرج من الطرق السليمة و ذات المفعول القوي إلى الطرق الخاطئة و ذات المفعول الضعيف

 و رغم تعدد الاساليب إلا أننا يمكننا تصور العلاقات الإنسانية على إنها حبل يمسك في طرفيه بيدين ، وكل يد تمثل شخص -احد اطراف العلاقة- و العقبة تمثل يد تمتد لتشد الحبل في أحد الطرفين ، و بمعرفتنا بهذا النموذج سيتضح لنا طرق عديدة للحل .. فلو تصورنا أننا أحد عناصر هذا النموذج و أن احد العقبات قد شدت الحبل من أحد الطرف الآخر فكيف نتعامل مع هذا الوضع حينها ، إن شددنا الحبل فقد يؤدي ذلك إلى انقطاعه وهذا ما لا نريده ، فنطر حينها للترخية من جانبنا حتى نتخلص من العقبة هذه ، و نقس على ذلك الكثير من العقبات التي تعترضنا .. 

فما دام من الصعب ايجاد علاقة خالية من المتاعب و العقبات ، فلنفكر في إيجاد دواء مضاد يحارب هذه العقبات و يتغلب عليها ! فنحن بدون أدنى شك سنقع يومًا في مصيدة العقبات -مادمنا لا نعلم ما تخبأه لنا الأيام- .. فإن تعاملنا مع كل عقبة على إنها يد قبيحة جائت لتفسد الود المتبادل في علاقة ، و هي غير قادرة على ذلك فتأتي متنكرة كل مرة هي الطريقة الأمثل لإفساد مخططها القبيح 
فلنقطع تلك اليد بعقولنا الواعية المتفهمة و الموقنة بمقولة "إن لكل داء دواء" 

[نحن أحبة - أخوة ، و لا يوجد ما يمكن تفريقنا مهما عَظُم]