لطالما سمعنا شخص ينعت آخر أنه إيجابي ، أو تلميذ يصف أحد زملائه أنه سلبي ، و ترددت في وسائل التواصل الإجتماعي و على ألسنة المدربين و الأطبّاء النفسانيين مصطلح "الرسائل الإيجابية و السلبية" ، و لربما قرأنا الكثير حول هذا الموضوع الشائك لمعرفة ما المقصود بـ"الإيجابية" و ما معنى توأمتها المختلفة "السلبية".
قد نصف شحنات التيار الكهربائي انها سالبة أو موجبة ، و قد نكتب أرقام رياضية تحتوي اشارة السالب و الموجب ، و أحيانًا نجد بعض العلماء يتحدثون عن الطاقات الإيجابية و السلبية من حولنا ، و في هذه الخربشة لن نتحدث لا عن هذا ولا عن ذاك ، و لا عن المصطلح الشامل (ليس بقصد الشمولية) للإيجابية و السلبية حيث أن لا تعريف واحد لهذين التوأمين. الإيجابية و السلبية هنا هي نظرة ينظرها الشخص لجميع المتغيرات من حوله ، بمن فيهم البشر و الحوادث و المواقف و المحلات و غيرها .. ، و تأثيرها النفسي عليه.
و بما إن عضو النظر في الإنسان هو العين ، فنستطيع القول أن الإيجابية و السلبية هما عيني الإنسان الوهميتان الغير محسوستان الذي ينظر من خلالهما لما حوله ؛ فالعين اليمنى هي الإيجابية و اليسرى تمثل السلبية ، و مدى امكانية نظرك من عين دون أخرى ، و مقدار تفوق عين على أخرى ، بالإضافة إلى ضعف عين عن أخرى ستحدد العين التي تستخدما غالبًا للنظر للأمور من حولك !
العين اليمنى (+) ، تضفي على نظرتك الجمال و الألوان الزاهية ذات المنظر الرائع و الرائحة الفائحة بالتفاؤل فتعكس في داخلك بهجة و سرور و تفجر فيك عيون من الأمل. في حين أن العين اليسرى (-) ، تجعل نظرتك للأمور قاتمة مظلمة ، خالية من الألوان الجذّابة و مليئة بالروائح النتنة مما ينعكس عليك بتذمر و كآبة يصحبها حزن و ضيق.
نحن ننظر من كلتا العينين ؟ نعم صحيح فمن الممكن النظر من كلتا العينين حيث حالة من التساوي تقريبًا ، لكن سيبقى لنا خيار في اغلاق واحدة و إبقاء أخرى لنرى الأمور بوضوحٍ أكثر ، فأيّهم ستختار ؟
عندما تقول الخربشة اغلق واحدة و افتح أخرى لا تعني أن تسير في الطرق و انت مغمضًا لأحد عينيك قاصدًا النظر بإحداهما ، لا ! الخربشة تعني توقف عن النظر من تلك العين التي لا تريد النظر منها و صبّ تركيزك حول طريقة استثمار العين الأخرى التي تريد لنفسك النظر منها حقًا.
لا أحد يريد العين اليسرى ، لا أحد يطيقها أو يريد النظر منها ؛ كلنا نريد النظر من العين الإيجابية التي تجعل حياتنا أحلى و أنقى ، التي تعيشنا في سعادة و تبعث في أنفسنا الطمأنينة و الراحة -من لا يريد ذلك ؟ لا أحد- ، فلنبدأ باغلاق عيننا اليسرى بالتسماح بالمحبة اذًا ، بالأمل و التفاؤل ، بالإبتسامة و بالفرح ، بمنح من نحب ضحكة تزين حياتهم و تنور ظلمة غرف مخاوفهم المظلمة ، و ليس هنالك من مستحيلٍ مع المحاولة ..
[ طريق التغير ليس بصعبٍ أبدًا ؛ فبين الإيجابية و السلبية اصبع واحد فقط !! ]