الأربعاء، 14 أكتوبر 2015

"سهام الوعي - لا تدعوا الإرث الحسيني يتوقف عندكم - مرروه عبر الأجيال "

ضعف المواكب و قلة المشاركين فيها قضية حساسة على الجميع الإلتفات لها ؛ لأن المواكب هي التراث الحسيني و العرض المذهبي الذي لا يقل أهمية عن منبر المعرفة و الفكر الجعفري (منبر آل بيت محمد) فضلًا عن كونه أحد الطرق التي يتم بها مواساة أهل البيت في أحزانهم ، و ذلك ما دعى له إمام الفكر جعفر الصادق عليه السلام حين قال "أحيوا أمرنا ، رحم الله من أحيا أمرنا".

الروح الشبابية الحسينية الحاضرة في اللطم هي روح الموكب و جوهره ، و من دونها قد يحقق الموكب نجاحًا و بعدد كبير أيضًا لكن يبقى في إنكسار لاختفاء هذه الروح فيه !
فالأطفال ، المراهقين و الشباب هم محور هذه القضية ؛ لأنهم الشريحة التي نجد فيها هذه الروح ، و إن ما نراه اليوم من زجر للأطفال و طردهم أحيانًا من مواكبنا تحديدًا من مقدمة الموكب لهو نموذج على أقسى نبلة قد يتلقاها الموكب منا ، فمعظم هؤلاء اللاطمين اليوم من الشباب هم نتاج توجيه سابق لدخولهم صفوف العزاء حينما كانوا أطفالًا.

لماذا يتسارع الأطفال و المراهقين لمقدمة الموكب ليكونوا مع الشباب ؟ الجواب بسيط جدًا ، لكون الأطفال بطبيعتهم و المراهقين خاصة يحبوا أن يكونوا مع الشباب مقلدين ما يفعلوه ، فأنتم أيها الشباب قدوتهم في المواكب و بيدكم ارتباطهم بهذه المواكب أو لا ، فكم من شاب لا يشارك هذه الأيام في الموكب نتيجة عدم السماح له بالمشاركة سابقًا - أي عندما كان طفلًا.

الصغار لا يدركون إن دخولهم وسط صفوف الشباب في الموكب قد يخلق نوع من الفجوة بين الصفوف كما قد يضايق الشباب و يكون سببًا في هبوط الروح -السابق التحدث عنها- ،  ما لا توده أي جهة معنية بتنظيم أي موكب  و لكن ذلك أيضًا لا يبرر تصرفات البعض في زجر الأطفال و الصراخ عليهم لإبعادهم عن مقدمة الموكب حيث يكون الشباب ، فبدلًا من ذلك هناك الكلمة الطيبة التي نكسبهم بها و نحببهم بالموكب أكثر ؛ ليزداد تعلقهم به.

بالرغم من تنوع الأفكار لحل هذه المشكلة ، إلا أن فكرة عزاء الأشبال الأكثر تنظيمًا و الأنفع لحل هذه المشكلة. و تقوم فكرة عزاء الأشبال على وجود عزاء منفصل للمراهقين و الأطفال ليسمحوا للشباب باللطم بحرية في الموكب الأساسي ، لكن .. لم ينجح هذا العزاء -للأسف الشديد- ! لماذا ؟ من الضروري أن نسلط الضوء على كون الأطفال و المراهقين ينظرون إلى العزاء على انه على طريقة الشباب فقط و غيرهم لا -الشيوبة يعني- ، فتغيب الشباب عن الموكب الذي انتج تغيب المراهقين عنه خلف انتشار فكرة إن هذه المواكب هي للأطفال فقط ! فباتت الشريحة الكبرى المشاركة في هذا الموكب هي شريحة الأطفال بغض النظر عن المنظمين.

و حل ذلك بسيط وواضح جدًا ألا و هو مشاركة الشباب في عزاء الأشبال الذي سيحفز السابق ذكرهم على المشاركة بصورة كبيرة و الذي سيؤدي لعدة نتائج ، منها نقل الروح الشبابية للمراهقين و الأطفال و غرسها فيهم ، اكتفاء الأطفال و المراهقين الذي يسهل تنظيم الموكب -الموكب الأساسي- ، بالإضافة إلى تمهيدهم لدخول الموكب و إنجاح الموكب مستقبلًا بروح شبابية حسينية ، فضلًا عن نقل هذه الروح للأجيال التي تليهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق