الأحد، 18 أكتوبر 2015

"سهام الوعي - اشتداد العشرة ، مصطلح خاطئ و لا يمثل الحسينيون"

مصطلح اشتداد العشرة مصطلح يطلقه بعض الشيعة على آخر أربع / خمس ليال من شهر محرم الحرام ، و هو مصطلح -للأسف- شائع في الأوساط الشيعية و الأفكار بين الشيعة ، و تستخدم لبيان الفترة التي تزيد مشاركة البعض ؛ ففي هذه الأيام يقوم البعض بحضور المآتم و البكاء على مصيبة الحسين و حضور المواكب بشكل مكثف ، و ما قبل هذه الليالي ؟ لا داعي لحضور المآتم و المشاركة في المواكب ؟  .. ما مدى صحة هذا الفعل ؟ و هل يمارسه الحسينيون ؟

ينقسم الآخذون بهذا المصطلح لقسمين ، ذوي أعذار و ليسوا ذوي أعذار ، أما ذوي الأعذار فهم من لديهم عذر معتبر لتغيبهم عن المشاركة في أولى الليالي من ليالي عاشوراء الحسين ، كالعمل أو الظروف الصحية الخطيرة و التي قد تشغلهم حتى طول فترة العشرة الحسينية. و ليسوا ذوي الأعذار هم من لديهم أعذار غير معتبرة للتغيب عن المشاركة في تلك الليالي السابق ذكرها ، فالصنف الأول معذور و لا يشملهم حديث هذا المقال ، أما الصنف الثاني فهم المقصودون و هم الفئة التي يستهدفها المقال ..

هذا السلوك خاطئ ، لماذا ؟ يقول حجة الله علينا إمام المتقين المعصوم المفترض الطاعة محمد الباقر عليه السلام "احيوا أمرنا ، رحم الله من أحيا أمرنا." ، من هم المقصودون بأمرنا ؟ لا وجود للشك بأنهم أهل بيت النبوة و معدن الرسالة ، أهل البيت (ع) ، من هم أهل البيت الذين آمرنا و حثنا الباقر على احياء أمرهم ؟! هل هم المعصومين فقط ؟ رسول الله محمد (ص) يجيب على هذا التساؤل حين يقول في حق سلمان المحمدي "سلمان منا أهل البيت..." و هذا سبب تسميتنا له بسلمان المحمدي بدلًا من تسميته الفارسي ، ذلك يعني أن أصحاب الحسين كلهم و بدون أدنى شك من أهل البيت.

طيلة فترة العشرة الحسينية ، يخصص الشيعة كل ليلة لنعي أحد المستشهدين في الطف كليلة سابع المخصوصة للعباس ، أو رابع المخصوصة لمسلم أو ثامن المخصوصة للقاسم و غيرها ، أو لبعض الوقائع أو المواقف كخروج الحسين من المدينة و عقد الرايات و غيرها .. و يأتي ذلك في سياق ضيق الوقت يوم العاشر و لتخصيص ليالي خاصة لشخوص معينة لهم مقام عند الله و رسوله اولًا و عند الحسين و أبيه و أخيه ثانيًا ، و عند الزهراء ثالثًا ، فكيف لا يكون لهم مقام بداخلنا نحن الشيعة ؟

كثيرون يتغيبون عن حضور المأتم ليلة الرابع ، ليلة مسلم بن عقيل بن أبي طالب و هو سفير الحسين و موضع ثقته ، ألا نستطيع تخصيص جزء من وقتنا لأحياء هذه الليلة و هذا اليوم ؟ ألا يستحق مسلم منا أحياء و حضور يليق بهذا البطل المضحي بنفسه في سبيل الله دفاعًا عن إمام زمانه الحسين ؟ كيف نرى وجه الباقر غدًا و نحن نحيي أمر البعض دون البعض ؟!

عزيزي الشيعي الغيور المحب للحسين ، لا وجود لما يسمونه باشتداد العشرة ، مصيبة الحسين مشتدة من يوم العاشر و منذ قبل آلف سنة و اكثر و لحد الآن .. لا تجعل مشاغلك الدنيوية مهما بلغت أهميتها أن تعيقك عن احياء هذه الليالي الحزينة بحجة مصطلح غبي -اشتداد العشرة- ! كن واعي فهذه العبارة لا تمسك أنت أيها الحسيني العاشوري ، هلموا للمواكب و للحسينيات ، هلموا لمواساة الزهراء ، هلموا لمواساة سيدي و مولاي المهدي بن الحسن (عج) ، يكفي أننا مقصرون بحقهم !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق