الأحد، 15 نوفمبر 2015

"سهام الوعي - ضدية المضائف في ساحة المناقشة (3) - جزء الحل"



حصرت في المقال السابق المشكلة في عنوانٍ هو "الإخلال بأهداف المضيف الأساسية و الحالية" ، و وضحنا مفهوم هذه العبارة التي تعني الجهل بهذه الأهداف و عدم اتباعها من الطرفين -المعارض و المؤيد للمضائف- يتسبب بخلق مشكلات يجب ألا تكون موجودة ! و مواصلةً في ايجاد حل لهذه المشكلات  نخطوا خطوات الحل في هذا المقال بإذن الله ..

لكون المشكلة هي عدم مراعاة و جهل بهذه الأهداف فالحل بسيط و واضح و هو التوعية بهذه الأهداف و أخذها بعين الإعتبار عند كل الأطراف ، و ما علينا الآن إلى التعّرف على هذه الأهداف. سبق و إن ذكرت مصطلح الأهداف الأساسية و الحالية في العنوان الذي افترضت انه جامع للمشكلات كلها ، هل هذين المصطلحين يمثلون الأهداف التي نسعى للتعريف بها أم لا ، لنزيل الغموض عن هذين المصطلحين إذًا و نتعرف ما اذا كانوا كذلك أم لا  .. 

تنقسم أهداف المضائف لقسمين :-
*أساسية : و هي التي كانت مع بدايات تكون أولى المضائف على مستوى العالم الشيعي ، ابتداءًا من كربلاء لخدمة الزوار و تقديم الطعام ، الشراب و توفير سبل الراحة لهم. و هذه الأهداف موجودة حاليًا في كل مضيف ، و هي التي لا تتغير و لا تستحدث عبر مرور الزمن لكونها رئيسية ؛ فلا وجود لمضيف لا يمتلك هذه الأهداف و لا يقوم بها ، وهذا يشمل طبعًا المضائف التي تمتلك و التي لا تمتلك الدعم المالي الكافي لإنشاء برامج مختلفة أو توفير خدمات أخرى.
و قد تكون الأهداف الأساسية للمضائف مختلفة تبعًا لمكان تواجد المضيف ؛ فالمضائف في كربلاء قد توفر مكان للنوم للزائرين و لا توفر ذلك المضائف الموجودة في القرى البحرينية مثلًا.

*حالية : و هي المستحدثة مع تطور المعيشة و دخول وسائل الإتصال الحديثة في جانب الخدمة الحسينية ؛ فالمضائف اليوم لها أهداف لا تقتصر على تقديم الطعام فقط بل أيضًا اقامة برامج دينية و ثقافية توعوية لمختلف الفئات العمرية فضلًا عن تربية الجماعات الصغيرة -خصوصًا- على خدمة أبي عبدالله الحسين (ع) ، بالإضافة لخدمة مواكب العزاء ، كما استحدثت الأيام لنا هدف جديد -حالي النوع- ، و علينا الإلتفات لهذا الهدف الحالي المهم جدًا و جعله من أهداف كل المضائف الحالية في كل بقعة ، و هو توجيه الشباب و إيداع الفكر الحسيني بداخلهم.
و لا وجود لهذه الأهداف في المضائف السابقة و لا حتى في المضائف التي لا تمتلك دعمًا ماديًا قويًا ، و علينا معرفة إن هذه الأهداف وجدت بفعل الحياة المعيشية المعاصرة و الحياة الإجتماعية المختلفة عن الأزمنة السابقة ، و هي و بلا شك تصب في مجال خدمة الإمام و احياء أمره و التوعية بأهداف ثورته و أهل بيت النبوة الأطهار -و هذا مما لا شك فيه-.

بالإضافة لهذين النوعين من الأهداف لا ننسى هدفه في جانب احياء ذكر أهل البيت و مواساتهم ، فالمضائف اليوم أصبحت من المظاهر العاشورية التي يتسابق خدام الحسين لفتح الابواب و ذكر الحسين عليه السلام ، و يمكننا ملاحظة ذلك جيدًا في بدايات شهر محرم الحرام من كل عام.
و المضيف في هذا الوقت يحتاج لأن يكون جامعًا لهذين النوعين من الأهداف بدون الابتعاد عن هدف احياء ذكر اهل البيت و خدمتهم ، الأمر الذي من شأنه جعل المضيف فعلًا مكانًا راقيًا و وسيلة ناجحة لبث الفكر الحسيني و خدمة النهج الحسيني الثابت.

بعد معرفتنا بهذه الأهداف سنكون قاب قوسين أو أدنى من انتهاء هذه المشكلة ، و لن يبقى علينا إلا افتراض الحلول المناسبة لكل مشكلة ممكن ان تعترض هذه المضائف و اختيار الانسب مما بينها للتطبيق ، و هذا ما سنتناوله في المقال القادم ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق