الأربعاء، 11 نوفمبر 2015

"سهام الوعي - ضدية المضائف في ساحة المناقشة (2) - جزء حصر المشكلة"


تحدثت في المقال السابق عن كون المشاكل المتعلقة بالمضائف لا تتعلق بفكرة المضيف بل بـممارسات متعلقة بالأركان الأربعة المذكورة سابقًا ، و ذلك يعني أن الحل لا يكون إغلاق المضائف أو التخلص منها و إنما إيجاد طرق لتقويم تلك التصرفات و جعلها صحيحة فلا توجد مشكلة حينئذ.

و بالرجوع للمشكلات التي تم حصرها في المقال السابق نراها شبه متشعبة و كل مشكلة متعلقة بركن مختلف و قد لا يكون هناك رابط بين هذه و تلك ، و بإتباع أسلوب حل المشكلة المذكور سابقًا سنحتاج لعنوان أو مصطلح يشمل تلك المشكلات جميعها تحته فيكون جامعًا لهم ، و بالتالي سنكون قد حصرنا المشكلة في كلمة أو اثنتين -و هذه أولى طرق حل المشكلة-.
و قد نتمكن من إيجاد ذلك المصطلح إذا ما أيقنا أن كل ركن من تلك الأركان يؤدي عمل و وظيفة معينة كما له دور لإكمال صورة العمل المضيفي ، و إن كل ركن عامل هنا ثمة ما يحركه و هو"الهدف" ، فالهدف هو الغاية المرادة و النتيجة المنشودة من خلف كل عمل أو تحرك ، و ذلك لا يشمل الأركان الأربعة فقط بل كل عمل في هذه الدنيا.

عدم جودة بعض الأطعمة / تأخر بعض المضائف في إغلاق المضيف و ازعاج البيوت القريبة من المضيف / تعتبر محلًا -أحيانًا- لإزعاج الخطيب الحسيني في المأتم و المستمعين في المأتم ، كلها مشكلات نشأت بفعل التغافل أو الجهل بأهداف المضيف الأساسية و الحالية ، و ذلك لأن هذه الأركان أدت دورًا لا يوصلها لذات الغاية التي من المفترض أن تصل لها ، وضح .. 

المضيف كهدف لم يكون ليزعج الأهالي ، فإزعاج الأهالي لا يتماشى و هدفه. المضيف لم يكن ليسمم أحدًا بطعام أو شراب ، فحدوث ذلك لا يتماشى و أهداف المضيف ! و قس على ذلك بقية المشكلات التي تمكنت من ذكرها أو لا ، و هنا نستطيع التوصل إلى أن للمضائف أهداف قامت من أجلها و جهل العاملين بها أو الطرف الآخر -المحايد أو المعارض- يخلق مشكلات لا ينبغي لها أن تكون موجودة ، فلو أمعنا النظر في كل مشكلة نجد إنها تناقض أحد تلك الأهداف و عدم نقضها لتلك الأهداف لا تجعل منها مشكلة ، و بالتالي نستطيع حصر المشكلة في دائرة تسمى "الإخلال بأهداف المضيف الأساسية و الحالية".

و بحصر المشكلة سيكون قد خطونا أول خطوة لحل تلك المتاعب الشائكة الملتفة حول المضائف و التي تتمثل بعنوان  "الإخلال بأهداف المضيف الأساسية و الحالية" و هي المولد الأساسي لأي مشكلة في هذا الجانب.
و لنتمكن من حل المشكلة علينا الوقوف على تلك الأهداف و هذا ما سنتناوله في المقال القادم إن شاء الله ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق