الأحد، 15 نوفمبر 2015

"ضدية المضائف في ساحة المناقشة"

بسم الله الرحمن الرحيم و به نستعين ، و الصلاة و السلام على نبي العالمين محمد بن عبدالله (ص) .. 

المضيف -بضم الميم أو فتحها- يعني مكان اجتمعت فيه ثلة من خدمة الحسين من أجل خدمته و توزيع بركات أهل البيت عليهم السلام ، و انتشرت في الآونة الأخيرة المضائف في مختلف المناطق و بين الأحياء ، فأصبحنا نرى بين المضيف و الآخر مسافات بسيطة قد تقدر حتى بالخطوات ! فهل فكرة المضيف خاطئة ؟ و هل انتشار المضائف ظاهرة خاطئة ؟ و ان لم تكن كذلك فما المشكلة من وجود هذه المضائف ؟ 

من خلال أسلوب حل المشكلة القائم على تحديد و حصر المشكلة ، فرض حلول منطقية لها و تجريب الحلول و اختيار الأنسب علينا تحديد المشكلة المتعلقة بالمضائف أولًا و من ثمة الذهاب لجزء الحل ..
أين المشكلة ؟ هذا السؤال الذي نحتاج للإجابة عليه حول هذا الموضوع الذي بدأ يشغل أذهان البعض و يسبب نوع من الحساسية للبعض الآخر ، هل المشكلة الآن في فكرة المضيف من الأساس على أنها خاطئة و يجب الوقوف ضدها أم هي مشكلة أخرى لا تمس الفكرة ؟ 
الإجابة تختبأ في الهدف من إقامة المضائف ، و مما لا شك فيه إن هدف المضيف هو التجمع من أجل الحسين وخدمته و هو بحذ ذاته احياء لذكر الحسين و أهل البيت عليهم السلام ؛ فهل احياء ذكرهم مقتصر فقط على حضور المآتم و المشاركة في مواكب العزاء ؟ هل الشخص المقدم للبركة في المضيف لا يحيي ذكر الحسين بهذا العمل ؟! 
فهل يعتبر بذلك مؤذي للطائفة ، للمذهب و للشيعة ؟! هل يوجد عقل يجيب بـ"نعم" ؟ لا يوجد ! فلا خطر على المذهب و على شيعة الحسين من هذه المضائف و بالتالي فوجود المضائف ليست المشكلة.

و كون المشكلة هي من نوع آخر -ليست فكرة وجوده يعني- فعلينا سؤال أنفسنا ، ما المشكلة إذًا ؟ إن استطعنا تصور بيئة المضيف و التعرف على مكونات هذه البيئة قد نتوصل لمناطقة المشكلة في هذه القضية ، و بالعودة لتعريف المضيف المذكور في البداية نستنتج أن للمضيف أربع أركان رئيسية و هي : الشخوص ، الزمان ، المكان و البركة الموزعة ، و هي أقطاب جذب المشاكل و افتعالها ؛ فكل مضيف تتواجد فيه هذه العناصر و لا وجود لمضيف في منطقة أو أخرى لا توجد فيه هذه العناصر الأربع.
و من هذا المنطلق و لحصر المشكلة علينا دراسة كل ركن و المشاكل الممكن حدوثها :-

1- الشخوص : و هم الأفراد العاملون في المضيف ، القائمون على تأسيسه و إدارته ، و لا وجود لأية مشكلة مترتبة على مشاركة شخوص معينة في العمل المضيفي.

2- البركة الموزعة : و هو الطعام ، الشراب ، النذورات و غيرها المعطاة في المضائف و إن كانت هناك مشكلة تمس هذا الجانب فهو جودة الطعام و مدى التزامه بالمعايير الصحية مثل عدم الالتزام بفترة صلاحية بعض الأطعمة ، أو عدم تنظيفها جيدًا -كالفواكه-.

3- الزمان : و هي الفترة الزمنية المفترض فتح المضائف فيها ، و كما نعلم جميعًا فإن فترة فتح المضائف تكون في ليالي و أيام الوفايات أو المواليد المنسوبة لأهل البيت فقط ، و لا مشكلة في ذلك. و قد تتسبب الفترة التي يبقى لها المضيف مفتوحًا مشكلة للبعض -كبقاء المضيف مفتوحًا لما بعد منتصف الليل.

4- المكان : و هو المكان الذي ينصب فيه المضيف ، و قد تكون أغلب المشاكل المعنية و المنسوبة للمضائف متعلقة بهذا الجانب و لذلك علينا التوقف عند هذه النقطة و دراستها بشكل أدق قليلًا .. 

مما لا يخفى على أحد منكم ، إن أماكن توزع المضائف ثلاث : طريق سير العزاء ، المأتم و الأحياء السكنية. فمنطقة سير العزاء جدًا مهم و ذلك يصب في مصلحة العزاء و المعزين قبل كل شيء ؛ فالموكب يحتاج لهذه المضائف حول جانبيه. و أما المآتم فوجود المضائف عندها قد يعينها أحيانًا و لكن قد يزعج الخطيب أو المتواجدون في المآتم -غالبًا- ، و ذلك لإرتفاع عدد المتواجدون عند المأتم و ارتفاع أصواتهم التي قد تعلوا على صوت الخطيب أحيانًا ! أما المنطقة الثالثة و هي الأحياء السكنية فلا مشكلة في تواجد مضائف ، و لتوضيح ذلك فلنفترض وجود منطقة (قرية / مدينة) مقسمة لثلاث مناطق ، جنوبية ، شرقية و غربية ، و العزاء يمر بالمنطقة الغربية و الشرقية فقط ، لعدم اتساع الوقت أو لطول المسافة ، فهل يعقل أن تنتشر المضائف في المنطقة الغربية و الشرقية فقط دون المنطقة الجنوبية من تلك القرية ؟! فضلًا عن كون ذلك عملًا مواسيًا للحسين و تحت شعار "احيوا أمرنا".

و بذلك نستطيع أن نحصر المشكلات في الآتي : عدم جودة بعض الأطعمة / تأخر بعض المضائف في إغلاق المضيف و ازعاج البيوت القريبة من المضيف / تعتبر محلًا -أحيانًا- لإزعاج الخطيب الحسيني في المأتم و المستمعين في المأتم ، و بحصر المشكلات و تحديدها نستطيع الآن فرض الحلول المنطقية لكل مشكلة و اختيار الانسب للتطبيق من بينها ، و كون المشاكل المتعلقة بالمضائف لا تتعلق بفكرة المضيف بل بـممارسات متعلقة بالأركان الأربعة المذكورة سابقًا ، و ذلك يعني أن الحل لا يكون إغلاق المضائف أو التخلص منها و إنما إيجاد طرق لتقويم تلك التصرفات و جعلها صحيحة فلا توجد مشكلة حينئذ.

و بالرجوع للمشكلات التي تم حصرها نراها شبه متشعبة و كل مشكلة متعلقة بركن مختلف و قد لا يكون هناك رابط بين هذه و تلك ، و بإتباع أسلوب حل المشكلة المذكور سابقًا سنحتاج لعنوان أو مصطلح يشمل تلك المشكلات جميعها تحته فيكون جامعًا لهم ، و بالتالي سنكون قد حصرنا المشكلة في كلمة أو اثنتين -و هذه أولى طرق حل المشكلة-.
و قد نتمكن من إيجاد ذلك المصطلح إذا ما أيقنا أن كل ركن من تلك الأركان يؤدي عمل و وظيفة معينة كما له دور لإكمال صورة العمل المضيفي ، و إن كل ركن عامل هنا ثمة ما يحركه و هو"الهدف" ، فالهدف هو الغاية المرادة و النتيجة المنشودة من خلف كل عمل أو تحرك ، و ذلك لا يشمل الأركان الأربعة فقط بل كل عمل في هذه الدنيا.

عدم جودة بعض الأطعمة / تأخر بعض المضائف في إغلاق المضيف و ازعاج البيوت القريبة من المضيف / تعتبر محلًا -أحيانًا- لإزعاج الخطيب الحسيني في المأتم و المستمعين في المأتم ، كلها مشكلات نشأت بفعل التغافل أو الجهل بأهداف المضيف الأساسية و الحالية ، و ذلك لأن هذه الأركان أدت دورًا لا يوصلها لذات الغاية التي من المفترض أن تصل لها ، كيف ؟

المضيف كهدف لم يكون ليزعج الأهالي ، فإزعاج الأهالي لا يتماشى و هدفه. المضيف لم يكن ليسمم أحدًا بطعام أو شراب ، فحدوث ذلك لا يتماشى و أهداف المضيف ! و قس على ذلك بقية المشكلات التي تمكنت من ذكرها أو لا ، و هنا نستطيع التوصل إلى أن للمضائف أهداف قامت من أجلها و جهل العاملين بها أو الطرف الآخر -المحايد أو المعارض- يخلق مشكلات لا ينبغي لها أن تكون موجودة ، فلو أمعنا النظر في كل مشكلة نجد إنها تناقض أحد تلك الأهداف و عدم نقضها لتلك الأهداف لا تجعل منها مشكلة ، و بالتالي نستطيع حصر المشكلة في دائرة تسمى "الإخلال بأهداف المضيف الأساسية و الحالية".

و بحصر المشكلة سيكون قد خطونا أول خطوة لحل تلك المتاعب الشائكة الملتفة حول المضائف و التي تتمثل بعنوان  "الإخلال بأهداف المضيف الأساسية و الحالية" و هي المولد الأساسي لأي مشكلة في هذا الجانب. و لنتمكن من حل المشكلة علينا الوقوف على تللك الأهداف و دراستها.
 و بعد حرصنا المشكلة في عنوانٍ هو "الإخلال بأهداف المضيف الأساسية و الحالية" ، و وضحنا مفهوم هذه العبارة التي تعني الجهل بهذه الأهداف و عدم إتباعها من الطرفين -المعارض و المؤيد للمضائف- يتسبب بخلق مشكلات يجب ألا تكون موجودة ! فلنواصل اذًا في إيجاد حل لهذه المشكلات  و لنخطو خطوات الحل .. 

لكون المشكلة هي عدم مراعاة و جهل بهذه الأهداف فالحل بسيط و واضح و هو التوعية بهذه الأهداف و أخذها بعين الإعتبار عند كل الأطراف ، و ما علينا الآن إلا التعّرف على هذه الأهداف، سبق و إن ذكرت مصطلح الأهداف الأساسية و الحالية في العنوان الذي افترضت إنه جامع للمشكلات كلها ، هل هذين المصطلحين يمثلون الأهداف التي نسعى للتعريف بها أم لا ، لنزيل الغموض عن هذين المصطلحين إذًا و نتعرف ما إذا كانوا كذلك أم لا  .. 

تنقسم أهداف المضائف لقسمين :-
*أساسية : و هي التي كانت مع بدايات تكون أولى المضائف على مستوى العالم الشيعي ، ابتداءً من كربلاء لخدمة الزوار و تقديم الطعام ، الشراب و توفير سبل الراحة لهم، و هذه الأهداف موجودة حاليًا في كل مضيف ، و هي التي لا تتغير و لا تستحدث عبر مرور الزمن لكونها رئيسية ؛ فلا وجود لمضيف لا يمتلك هذه الأهداف و لا يقوم بها ، وهذا يشمل طبعًا المضائف التي تمتلك و التي لا تمتلك الدعم المالي الكافي لإنشاء برامج مختلفة أو توفير خدمات أخرى.
و قد تكون الأهداف الأساسية للمضائف مختلفة تبعًا لمكان تواجد المضيف ؛ فالمضائف في كربلاء قد توفر مكان للنوم للزائرين و لا توفر ذلك المضائف الموجودة في القرى البحرينية مثلًا.

*حالية : و هي المستحدثة مع تطور المعيشة و دخول وسائل الإتصال الحديثة في جانب الخدمة الحسينية ؛ فالمضائف اليوم لها أهداف لا تقتصر على تقديم الطعام فقط بل أيضًا إقامة برامج دينية و ثقافية توعوية لمختلف الفئات العمرية فضلًا عن تربية الجماعات الصغيرة -خصوصًا- على خدمة أبي عبدالله الحسين (ع) ، بالإضافة لخدمة مواكب العزاء ، كما استحدثت الأيام لنا هدف جديد -حالي النوع- ، و علينا الإلتفات لهذا الهدف الحالي المهم جدًا و جعله من أهداف كل المضائف الحالية في كل بقعة ، و هو توجيه الشباب و إيداع الفكر الحسيني بداخلهم.
و لا وجود لهذه الأهداف في المضائف السابقة و لا حتى في المضائف التي لا تمتلك دعمًا ماديًا قويًا ، و علينا معرفة إن هذه الأهداف وجدت بفعل الحياة المعيشية المعاصرة و الحياة الإجتماعية المختلفة عن الأزمنة السابقة ، و هي و بلا شك تصب في مجال خدمة الإمام و إحياء أمره و التوعية بأهداف ثورته و أهل بيت النبوة الأطهار -و هذا مما لا شك فيه-.

بالإضافة لهذين النوعين من الأهداف لا ننسى هدفه في جانب إحياء ذكر أهل البيت و مواساتهم ، فالمضائف اليوم أصبحت من المظاهر العاشورية التي يتسابق خدام الحسين لفتح الابواب و ذكر الحسين عليه السلام ، و يمكننا ملاحظة ذلك جيدًا في بدايات شهر محرم الحرام من كل عام.
و المضيف في هذا الوقت يحتاج لأن يكون جامعًا لهذين النوعين من الأهداف بدون الابتعاد عن هدف إحياء ذكر أهل البيت و خدمتهم ، الأمر الذي من شأنه جعل المضيف فعلًا مكانًا راقيًا و وسيلة ناجحة لبث الفكر الحسيني و خدمة النهج الحسيني الثابت.

بعد معرفتنا بهذه الأهداف سنكون قاب قوسين أو أدنى من انتهاء هذه المشكلة ، و لن يبقى علينا إلا افتراض الحلول المناسبة لكل مشكلة ممكن أن تعترض هذه المضائف و اختيار الأنسب مما بينها للتطبيق ، و بعد أن عرّفنا الأهداف المضيفية التي بإنعدام وجودها أو الجهل بها تُختلق المشكلات المؤثرة على المضيف ، و تبعًا للطريقة التي نعتمدها في اسلوب حل المشكلات بقت علينا آخر خطوتين و هي افتراض الحلول و اختيار الانسب للتطبيق ، فلنخطوها ..

الطريقة لحل المشكلة هي التعريف بهذه الأهداف و هذا ما اتفقنا عليه مسبقًا ، لذلك فإن حل هذه القضية سيكمن بطريقة نشر تلك الأهداف و توعية الآخرين بها. و هنا نقف عند عدة طرق ، فالجماعات ممكن لها أن تقوم بتوعية الناس ، كما ان الأفراد يمكنهم فعل أيضًا ، ناهيك عن كون المضيفات في وسائل الاتصال و غيرها من الممكن أن تنشر هذه الاهداف و تدعوا للعمل بها من قبل طاقمها المضيفي او حتى الآخرين ، لكن ثمة فكرة أخيرة لم تكن موجودة مسبقًا لربما ، هي وجود لجنة للمضيف كما هو الحال للجان العزاء و الثقافة و غيرها في الجمعيات الحسينية.

إن أفضل الحلول هو وجود لجنة للمضيف ، لماذا ؟ و ما هي طريقة عملها ؟ و هيكلتها ؟
لجنة مضيفية تضم فردًا واحدًا من كل مضيف في القرية ، و يكون عملها قائم على مراقبة عمل المضيفات و التنسيق في ما بينها ، بالإضافة لجعل العاملين بالمضيف يؤدون أعمالهم بما يتماشى و أهداف المضائف ، فضلًا عن كونها مرجع للمشكلات المتعلقة بالمضائف ، و ذلك لضمان جودة العمل و تحصين فكرة المضيف و أهدافه في إيطار الخدمة الحسينية ، بهذا الشكل سيكون للجنة مكانة عند كل الأفراد و المضيفات يسمح لها بنشر المنشورات التوعوية و التي تحد من المشكلات المضيفية ، كما يسمح لها بتوجيه العمل المضيفي و توزيع المضائف على مستوى القرية بأكملها ، و بوجود لجنة للمضيف ستقل عدد المشكلات و قد تتلاشى مع مرور الوقت.

إشكالات قد نراها صعبة و لكنها بسيطة جدًا ان ما كانت هناك لجنة -هذا الدليل على كون فكرة اللجنة هي الأنسب- ..
•"خمسين الف مضيف في الديرة ، مي حالة دي !!" 
حسنًا لنرى ، إن كانت هناك لجنة توزع هذه المضيفات على القرية بأكملها ستقل لدينا ظاهرة خمسة مضائف في بقعة واحدة أو ٥٠ مضيف في قرية واحدة صحيح ؟ فهذه اللجنة ممكن ان تنسق حتى مع اصحاب المضيفات الجديدة و القديمة لضبط عدد المضيفات في القرية.

•"بنات واجد يجون عند المضيف و خلط ، بالله عليك هي حالة اسلام ؟؟!"
لا بأس ، هذه مشكلة بسيطة و لا صعوبة فيها ، نستطيع حلها بدون الحاجة للجنة اساسًا ؛ هناك ثلاث جهات للتوزيع في اغلب المضائف ، فإن جعلنا جهة للنساء و اثنتين للرجال سننهي هذه المشكلة ! و دور اللجنة هنا وضع منشورات توعوية و ارشاد الافراد لذلك و جعل اصحاب المضائف حريصين على عدم حدوث هذه المشكلة.

•"القاري يقرا و برة سوالف و المضيف مو مخلنا نتسمع !"
هناك حلين ، الاول تنسيق بين المضيف و المأتم يضمن عدم حدوث ذلك وقت القراءة و ذلك من خلال التحكم في وقت فتح و اغلاق المضيف. الثاني و هو من مهام اللجنة ؛ حيث تختار اللجنة مكان افضل لهذا المضيف من مجاورته للمأتم لعدم ازعاج الخطيب أو المستمعين ، كما تنشر اللجنة ما يبين أهمية المجالس الحسينية و ضرورة الاستماع لها و عدم ازعاجها بأي شكل من الأشكال.

•"يخلون المواتم و العزيات و بس يروحون هالمضيفات ، وش فايدتها خل يقفلونها..!"
ألا ترون أن في ذلك فائدة للمضيف ؟ و هذا شيء ايجابي لا سلبي ؟ حسنًا سأوضح لإني أعلم أن البعض لم يفهم ما أود قوله .. الشاب علي سامي شاب لا يحب الذهاب للمآتم و لا يحب المشاركة في المواكب ، البيئة التي عاش فيها لم تربيه على ذلك و بعد تعرفه على أصدقاء لديهم مضيف صار يرتاد على هذا المضيف معهم و يخدم الحسين كما يفعل أصدقاؤه ، نموذج علي هذا ألا يُعّبر عن المضيف فيه طريق للحسين ؟ ألا يعبر عن علي إنه بدأ يفقه ما هو الحسين و ماهي الخدمة و ما وما من خلال المضيف ؟! إذًا فالمضيف لا يبعد الناس عن الحسين بل يقربهم منه و لكن بطريقة مختلفة عن المآتم و المواكب ، بالإضافة لذلك يمكن لأصحاب علي اصطحابه للمأتم و للموكب مرة تلوى الأخرى حتى يحب الارتياد لها كما أحب الارتياد للمضيف ، و يمكننا القول إن بإمكان المضيف أن يكون طريق الشاب الغير واعي للوعي ، و ليس الطريق الوحيد كما إنه أحد الطرق للصعود لسفينة أبي عبدالله الحسين (ع). نحتاج لتوجيه هذه الجماعات باللين و الكلمة الطيبة الجميلة التي تحببهم في المآتم و المواكب الحسينية لا اقفال المضيف و اجبارهم على الذهاب للمآتم و المواكب ، لن يستجيبوا حينها ! 

هذه و غيرها من الإشكالات التي نستطيع حلها بطول البال و التفكير في حلول تعالج المشكلات لا اقتلاع المضيف ! و اللجنة خير و سيلة و جهة قادرة على فعل ذلك ، سيبقى الآن على الجهات المعنية اخذ الموضوع بعين الإعتبار و التفكير في هذه الفكرة لحل هذه القضية الشبة شائكة.

كل ما عرضته هو وجهة نظري و قراءتي للموضوع كما انقل ذلك كوني انتمي لأحد هذه المضيفات و أعمل لخدمة المولى و لا أريد التوقف عن ذلك و لا أريد لمضيفي أن يُغلق بسبب ممارسات من البعض تحسب على المضائف كلها ، و أنا ناقص علم و هذا حد اطلاعي ، فكل من لديه حل أكثر واقعية من ذووي الشأن فليطرحه و لنعرضه للتجربة و لنجد معًا حلًا نافعًا يميت تلك المشكلات و تقضي عليها نهائيًا .. و لا يظن أحد إنني أبرر بعض التصرفات و اوصفها بالصحة ، الخطأ خطأ و يجب تصحيحه و تصحيحه لا بالتأجيج و الضدية بل بالرواق و الهدوء و الحلم و لنضع في بالنا تلك العبارة القائلة :لكل داء دواء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق