الأحد، 15 نوفمبر 2015

"سهام الوعي - ضدية المضائف في ساحة المناقشة (4) - جزء افتراض الحلول و تطبيقها"



عرّفنا في المقال السابق الأهداف المضيفية التي بإنعدام وجودها أو الجهل بها تُختلق المشكلات المؤثرة على المضيف ، و تبعًا للطريقة التي نعتمدها في اسلوب حل المشكلات بقت علينا آخر خطوتين و هي افتراض الحلول و اختيار الانسب للتطبيق ، فلنخطوها ..

الطريقة لحل المشكلة هي التعريف بهذه الأهداف و هذا ما اتفقنا عليه مسبقًا ، لذلك فإن حل هذه القضية سيكمن بطريقة نشر تلك الأهداف و توعية الآخرين بها. و هنا نقف عند عدة طرق ، فالجماعات ممكن لها أن تقوم بتوعية الناس ، كما ان الأفراد يمكنهم فعل أيضًا ، ناهيك عن كون المضيفات في وسائل الاتصال و غيرها من الممكن أن تنشر هذه الاهداف و تدعوا للعمل بها من قبل طاقمها المضيفي او حتى الآخرين ، لكن ثمة فكرة أخيرة لم تكن موجودة مسبقًا لربما ، هي وجود لجنة للمضيف كما هو الحال للجان العزاء و الثقافة و غيرها في الجمعيات الحسينية.

إن أفضل الحلول هو وجود لجنة للمضيف ، لماذا ؟ و ما هي طريقة عملها ؟ و هيكلتها ؟
لجنة مضيفية تضم فردًا واحدًا من كل مضيف في القرية ، و يكون عملها قائم على مراقبة عمل المضيفات و التنسيق في ما بينها ، بالإضافة لجعل العاملين بالمضيف يؤدون أعمالهم بما يتماشى و أهداف المضائف ، فضلًا عن كونها مرجع للمشكلات المتعلقة بالمضائف ، و ذلك لضمان جودة العمل و تحصين فكرة المضيف و أهدافه في إيطار الخدمة الحسينية ، بهذا الشكل سيكون للجنة مكانة عند كل الأفراد و المضيفات يسمح لها بنشر المنشورات التوعوية و التي تحد من المشكلات المضيفية ، كما يسمح لها بتوجيه العمل المضيفي و توزيع المضائف على مستوى القرية بأكملها ، و بوجود لجنة للمضيف ستقل عدد المشكلات و قد تتلاشى مع مرور الوقت.

إشكالات قد نراها صعبة و لكنها بسيطة جدًا ان ما كانت هناك لجنة -هذا الدليل على كون فكرة اللجنة هي الأنسب- ..
•"خمسين الف مضيف في الديرة ، مي حالة دي !!" 
حسنًا لنرى ، إن كانت هناك لجنة توزع هذه المضيفات على القرية بأكملها ستقل لدينا ظاهرة خمسة مضائف في بقعة واحدة أو ٥٠ مضيف في قرية واحدة صحيح ؟ فهذه اللجنة ممكن ان تنسق حتى مع اصحاب المضيفات الجديدة و القديمة لضبط عدد المضيفات في القرية.

•"بنات واجد يجون عند المضيف و خلط ، بالله عليك هي حالة اسلام ؟؟!"
لا بأس ، هذه مشكلة بسيطة و لا صعوبة فيها ، نستطيع حلها بدون الحاجة للجنة اساسًا ؛ هناك ثلاث جهات للتوزيع في اغلب المضائف ، فإن جعلنا جهة للنساء و اثنتين للرجال سننهي هذه المشكلة ! و دور اللجنة هنا وضع منشورات توعوية و ارشاد الافراد لذلك و جعل اصحاب المضائف حريصين على عدم حدوث هذه المشكلة.

•"القاري يقرا و برة سوالف و المضيف مو مخلنا نتسمع !"
هناك حلين ، الاول تنسيق بين المضيف و المأتم يضمن عدم حدوث ذلك وقت القراءة و ذلك من خلال التحكم في وقت فتح و اغلاق المضيف. الثاني و هو من مهام اللجنة ؛ حيث تختار اللجنة مكان افضل لهذا المضيف من مجاورته للمأتم لعدم ازعاج الخطيب أو المستمعين ، كما تنشر اللجنة ما يبين أهمية المجالس الحسينية و ضرورة الاستماع لها و عدم ازعاجها بأي شكل من الأشكال.

•"يخلون المواتم و العزيات و بس يروحون هالمضيفات ، وش فايدتها خل يقفلونها..!"
ألا ترون أن في ذلك فائدة للمضيف ؟ و هذا شيء ايجابي لا سلبي ؟ حسنًا سأوضح لإني أعلم أن البعض لم يفهم ما أود قوله .. الشاب علي سامي شاب لا يحب الذهاب للمآتم و لا يحب المشاركة في المواكب ، البيئة التي عاش فيها لم تربيه على ذلك و بعد تعرفه على أصدقاء لديهم مضيف صار يرتاد على هذا المضيف معهم و يخدم الحسين كما يفعل أصدقاؤه ، نموذج علي هذا ألا يُعّبر عن المضيف فيه طريق للحسين ؟ ألا يعبر عن علي إنه بدأ يفقه ما هو الحسين و ماهي الخدمة و ما وما من خلال المضيف ؟! إذًا فالمضيف لا يبعد الناس عن الحسين بل يقربهم منه و لكن بطريقة مختلفة عن المآتم و المواكب ، بالإضافة لذلك يمكن لأصحاب علي اصطحابه للمأتم و للموكب مرة تلوى الأخرى حتى يحب الارتياد لها كما أحب الارتياد للمضيف ، و يمكننا القول إن بإمكان المضيف أن يكون طريق الشاب الغير واعي للوعي ، و ليس الطريق الوحيد كما إنه أحد الطرق للصعود لسفينة أبي عبدالله الحسين (ع). نحتاج لتوجيه هذه الجماعات باللين و الكلمة الطيبة الجميلة التي تحببهم في المآتم و المواكب الحسينية لا اقفال المضيف و اجبارهم على الذهاب للمآتم و المواكب ، لن يستجيبوا حينها ! 


هذه و غيرها من الإشكالات التي نستطيع حلها بطول البال و التفكير في حلول تعالج المشكلات لا اقتلاع المضيف ! و اللجنة خير و سيلة و جهة قادرة على فعل ذلك ، سيبقى الآن على الجهات المعنية اخذ الموضوع بعين الإعتبار و التفكير في هذه الفكرة لحل هذه القضية الشبة شائكة.

كل ما عرضته في هذه المقالات هو وجهة نظري و قراءتي للموضوع كما انقل ذلك كوني انتمي لأحد هذه المضيفات و أعمل لخدمة المولى و لا أريد التوقف عن ذلك و لا أريد لمضيفي أن يُغلق بسبب ممارسات من البعض تحسب على المضائف كلها ، و أنا ناقص علم و هذا حد اطلاعي ، فكل من لديه حل أكثر واقعية من ذووي الشأن فليطرحه و لنعرضه للتجربة و لنجد معًا حلًا نافعًا يميت تلك المشكلات و تقضي عليها نهائيًا .. و لا يظن أحد إنني أبرر بعض التصرفات و اوصفها بالصحة ، الخطأ خطأ و يجب تصحيحه و تصحيحه لا بالتأجيج و الضدية بل بالرواق و الهدوء و الحلم و لنضع في بالنا تلك العبارة القائلة :لكل داء دواء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق