الخميس، 1 سبتمبر 2016

ليس حديث شريف ، بل معادلة حياتية !



"مثل الإهتمام عند البشر كمثل الأشخاص الجائعين يحتاجون لطعامك ؛ فبم تطعم ؟ تطعم من أولًا و تقدّم من على من ؟"

الإهتمام هو الحب و الحب هو الإهتمام ، لا خلاف عَ ذلك ؛ لأن حب الشخص يولد اهتمامًا به و بشؤونه و تفاصيل حياته ، كذلك الإهتمام يولد حبًا أكثر في النفوس لكونه ترجمة لكلمة "أحبك" التي يثقُل اللسان عن نطقها في ظروف و مواضع كثيرة من الحياة. 
لكن لم الجوع ؟ و ما علاقته بالإهتمام ؟ 

قبل الإجابة عَ هذا السؤال يجب الإلتفات إلى أن هذه الخربشة تتحدث عن درجات الإهتمام و تمياز البشر في علاقاتهم ، أي أن الأشخاص غير المقربين لا يشملهم الحديث .. 
يعرف الجوع على أنه حاجة الجسم للطعام ، حاجة الأعضاء للطاقة ، للتغذية و هي أحد أهم العمليات الحيوية في الجسم التي تجعل الإنسان يواصل حياته بالكيفية السليمة و العادية. و الإهتمام يعرف بأنه الإنشغال الذهني و العاطفي بقضية أو أمر أو شخص ، يكون نتاجه تصرفات تدل على المودة و الحب.

الأشخاص المقربون من حولنا كالجائعون الذين يطرقون بابنا أو نطرق بابهم طلبًا للطعام ، نحن لا نطلب منهم "المندي / البخاري / المحموص / المچبوس" ، نحن نطلب منهم كمية من الحب ، مساحة من الحديث ، شمعة من الإخلاص و "كيلو" من التضحية و الوقت .. 
كمية هذه الأطعمة و تنوعها تحدد مقدار الإهتمام الذي تقدمه للطرف الآخر ، و هو معيار الفروق بين المقربين حولك .. كيف ؟

فلنفرض أن ثلاثة أشخاص يطلبون منك ذات الطلب في ذات الآن ، و لنفترض كذلك أن لا وجود لأية ظروف و ضغوطات لتقديم طلب شخص على آخر ، تبدأ بتلبية طلب من ؟ ستبدأ بدون شك بالشخص الذي تهتم به بصورة أكثر ثم ستنتقل للأقل ثم للأقل .. 
بالضبط ، ستبدأ بإطعام الشخص الذي خصصت له مساحة اهتمام أكبر ، فأنت لا تريد لهذا العزيز أن يبقى جائعًا أو ينهكه الجوع ؛ فذلك سيكون مؤشر غير جيد تسوء بتكراره علاقتكما -لا سمح الله- !

جائعون فنطعَم و جائعون فنطعِم ، هذه هي الحياة ؛ اهتمام و حب و عشرة تدوم لسنين ، ثم أثر جميل يبقى في القلب و ذكرى طيبة تخلّد حتى بعد الرحيل .. لا تسمحوا لتصرفاتكم أن تشعر من حولكم بأنهم غير مهمين ، و تذكرّوا أن الطعام الساخن ليس كالبارد كذلك ! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق