الأربعاء، 15 يونيو 2016

[هلال خلف السور العظيم (3) - مائدة الإفطار]

تختلق بين كل جماعات -من العائلة الصغيرة و حتى المجتمع الكبير- بعض المتاعب و المشكلات التي يعبر عنها البعض بأنها ملح العلاقة و الموتور الذي يدفع لديموميتها لفترة أطول ، كما هو الحال في مجتمع الاغتراب ؛ نجد المتاعب التي لابد منها هنا و هناك ، بين الشاب و الشابة / الشابة و أخرى أو شاب و شاب آخر .. 

بسبب اختلاف ألوان النفس ، درجات الصبر ، المزاجية ، التأقلم مع المشكلات و التعامل معها من شخص لآخر، اضافةً لغياب حافز المصالحة النفسي نرى أن هذه المتاعب و إن وجدت فإن حلها يكون على مدى بعيد أو لا حل لها أحيانًا ! فمشاجرة علي لمحمد أو فاطمة لزينب بدون وجود حافز للتصالح و دفن الخلاف -ولو في طرف واحد فقط- فإنه سيستمر و يتطور مع الأيام كذلك حتى يصل لمرحلة الكره و البغض ، و إن وجدت الكثير من هذه الحالات في مجتمع مغترب فتفككه و انقسامه لمجموعات -كل واحدة تعادي الأخرى- سيكون أبسط من شرب الماء ! 

كيف أصلح بيني و بين شخص تخاصم معي ؟ أو كيف أصلح بين اثنين متخاصمين في هذا الشهر ؟ كيف أكون واسطة بينهم ؟ كيف أجد حافز المصالحة فيي أو في الآخرين ؟ 
كل ذلك بات سهل المنال في شهر رمضان ؛ فهذا الشهر ببركاته العظيمة و رحمة الخالق عز وجل يستطيع أن يهيأ لنا الجو المناسب لتراضي المتخاصمين و دفن مافي القلوب ، و تنقيتها من شوائب العداء لبعضنا البعض. هذه بعض منها :-

•مائدة الإفطار : تنظيم مائدة افطار جماعية تضم المتخاصمين هي الحل المناسب لكسر مافي القلوب ، تصور إن اثنين متخاصمين يأكلون من ذات الصحن ، من ذات المائدة ، و يناولون بعضهم البعض الطعام أو الشراب ، ما تأثير ذلك عليهم !؟

•المصافحة : روي في الأحاديث عن كون المصافحة الحارة و كأنك لم ترَ الشخص منذ سنين في كل لقاء لك به تساعد في تنظيف القلب و التخلص من العداء بين الجماعات .. 

•عمل مشترك : في شهر رمضان و خصوصًا في ليلة النصف منه أو العيد أو عند وجبتي الفطور و السحور نقوم بأعمال مختلفة كالطبخ و غيرها ، إن وضع اثنان متخاصمين في ذات العمل فإن جزءًا من هذا المحمول في القلب سيسقط ! 

شهر الرحمة يمتلك الدواء لمثل هذه الحالات ، مجتمعنا المغترب اليوم بأمس الحاجة لإرضاء المتخاصمين و تخفيف وجع الغربة بالمودة المنتشرة في أرجاءه ، فلنستغل فرصة الشهر الفضيل و مافيه من جو مهيأ و بركات كثيرة لنصلح ما أتلفته الأيام و المتاعب بقلوبنا ، فلنكون ممن يمتلكون حافز المصالحة لنبادر بها أو نكون واسطة بين اثنين - و لنا في الحالتين جزيل الثواب و عظيم الأجر !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق