الخميس، 9 يونيو 2016

[هلال خلف السور العظيم (1) - راعوهم فشوقهم يكفي!]


شهر رمضان المبارك ، شهر يطل فيه الخير و يمتزج فيه مع البركة فيصبح ذا نكهة خاصة لجميع متذوقيه ، فأيامه ذات طابع خاص ملونة بأجواء خاصة كذلك و مميزة عن باقي أيام الشهور. 
مجالس الذكر ، التجمعات العائلية و الأصدقاء في أوقات السحر و أوقات الإفطار ، الزيارات الكثيفة ، حالة التواصل الإجتماعي المرتفعة ، البسمة التي لا تفارق الوجوه ، اللحظات المميزة التي نود أن لا تنتهي ، كل ذلك -و أكثر- مما يميز شهر رمضان ! 

هذه الأجواء الفذة التي تنسي شخص ما ،هم عام كامل قد تكون مسلوبة عند البعض ! فثمة من غلفه عمله و شغله ، فصار لا يستمتع بهذه الأجواء و لا يتنفسها ، و ثمة من حبسه مرضه فصار لا يعرف إلى هذه الأجواء سبيل ، و ثمة من أبعده طموحه ، حلمه ، مستقبله و هدفه عن هذه الأجواء فصار بعيدًا مغتربًا يشتاق للعودة و عيش هذه الأجواء و لو للحظة ! 
و أخص بالذكر "الطلبة المغتربين" ؛ لأنهم الآن في مجتمع آخر في الغربة لا يساوي -أبدًا أبدا- ذلك المجتمع في الوطن ، المجتمع الذي فيه الأم ، الذي فيه الأب ، الذي فيه الأقارب ، الذي فيه شهر رمضان كما اعتادوا أن يكون منذ إن كانوا صغارًا ! فالطلبة المغتربين من أشدهم شوقًا لجو شهر رمضان. 

أيها الأب ، أيتها الأم ، أيها الصديق أو القريب .. في هذه الأيام و أنتم تتواصلون مع هذا المغترب ، و أنتم ترسلون له صور جمعاتكم ، مجالسكم ، طعامكم ، صوركم ، و أنتم تحادثونهم عن لحظاتكم و تشاركون معهم ما يضحك و ما يسعد راعوا أن الشوق قد قتلهم و أن الحنين قد استوطن قلوبهم ، راعوا مشاعرهم ، تصرفاتهم ، كلامهم في هذا الشهر و هم بعيدين .. راعوهم لأن شوقهم يكفي !

أيها المغترب ، صحيح أن مجتمع الغربة ليس كما المجتمع في الوطن ، ولكن يمكننا معًا أنا - أنت - أنتِ - أنتم و أنتن ، أن نصنع لنا جونا الخاص بمجالسنا ، بإفطارنا سويًا ، بضحكاتنا ، بالابتعاد عما يحزن و التعلق بما يُفرح ، لنغدو عائلة هنا في الغربة ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق