السبت، 4 فبراير 2017

دليل في الغربة (1) - مصطلح الغربة ، لا بالمكان بل بالشخوص

 




الغُربة - مصطلح انتشر كثيرًا بين المجتمعات حتى بات بعض أبناء الأوطان يصنفون تبعًا لها في فئة خاصة (مجاميع خاصة) كالطلاب المغتربين مثلًا ، و رغم تعدد المفاهيم المنبثقة من هذه الكلمة إلا أننا يمكننا القول بأن الغربة / التغرب ، هو الخروج عن البلد الأم لبلد آخر و المكوث فيه لفترة من الزمن


"الغربة متعبة و شاقة" ، هذا كل ما سمعته قبل تغربي لإكمال مشواري الدراسي و لم أكن حينها من الخائفين إزاء مواجهة شبح يسكن حديث الناس يسمى الغربة ، و من الجدير بالذكر أن ثمة فئة أخرى تدعم الغربة ، بل و تصفها بالمعلم و المربي.

-غريب !- ؛ سيجول سؤال بين الأذهان بلا شك و هو ما السبب خلف هذين التعليقين المتضادين ؟


بعد ٣-٤ أشهر في تجربة الغربة استطيع القول أنني توصلت إلى جواب مقنع ، و هو يختبأ في كلمة (الغربة) نفسها أو بالأحرى في تعريف هذه الكلمة ، فعند الإبتعاد جسديًا عن الوطن الأم فإنك لا تبتعد عن تراب الوطن فقط ، بل أيضًا عن أهلك و صحبك و هذه هي النقطة المثيرة في هذا الموضوع ، فعدم وجود من يسد مكان هؤلاء الصحب و الأهل -ولو بالقليل- سيعرضك للإصابة بداء اسمه "أشعر بالغربة هنا"


هل يتوجب علينا إذًا أن لا نغترب إلا بصحبة أحد ؟ ان كنا نفكر بهذا المنطلق فنحن مخطئون أيضًا ، وحده الإنسان المتجرد من الاجتماعية و المنطوي سيفكر بفكرة كهذه ؛ فكما الغربة تبعدك عن أفراد فهي تكسبك آخرون قد يفوقون معزتهم و تضحياتهم -لأجلك ، كالوقوف معك في ساعات الشدة- الأفراد الذين تمتلكهم في بلدك الأم .. 

كما إن الغربة لا تقتصر على ذلك فقط ، بل تكشف لك أصناف من البشر و تعودك على أنماط عيش جديدة تكون فيها مهيأ للتعايش مع عقليات و عادات بشرية متنوعة و غريبة فضلًا عن دورها الكبير في خلق قاعدة الاعتماد على النفس -في مواجهة الصعاب


[من أراد الحكمة و العلم ، فليغترب !]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق