الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

"نحن العطاشى يا حسين - سفير السلام"

الرابع من شهر محرم الحرام هو المخصوص لشخصية مهمة في ملحمة كربلاء الخالدة ، هي شخصية مسلم بن عقيل بن أبي طالب و هو المبعوث من قبل الإمام الحسين (ع) لأهل الكوفة بعد أن تلقى الإمام رسائلهم المتبنية نصرته ، و في رحلته الطويلة حتى شهادته قام مسلم بدوره على أكمل وجه و كان خير مبعوث حمل رسالة الإمام و ضحى لإيصالها

"مسلم بن عقيل" ما إن ننطق بهذا الأسم حتى تختفي كل المسميات في أذهاننا (كنيته ، ألقابه) ، و يبقى لقب "سفير الإمام الحسين" هو اللقب المتصل بهذا الإسم ؛ فبلا شك لقب السفير طغى على بقية الألقاب و أصبح المترسخ في ذهون الناس منذ سنين مضت ، و ذلك يعود إلى كون اللقب متصلًا بالإمام أولًا و كونه ذا منزلة و مقام تغبطه عليه بقية الألقاب ثانيًا

السفير كإسم في اللغة هو الرسول و المصلح بين قومين ، كما إنه فاعل من سفَرَ ، و سفَرَ الرجل أي ارتحل الرجل و قطع مسافة ، فالسفير هنا بصورة مبسطة هو من سافر عن دياره حاملًا رسالة يقصد بها منطقة ما ، و لكون السفير شخص يحمل رسالة ذات غاية و هدف أي شخص يحمل تراث / فكر / مبدأ و يقاتل لإيصاله و الحفاظ على عدم تشتته ، فإنه ذا شأن عالي و كونه يقوم بذلك فذلك يستجلب له الإحترام و التقدير ، و لا يغيب عن أذهاننا أن السفير هو شخص منتقى و هذا ما يعطيه ميزة أخرى

و نحن إذ نخرج من البحرين متوجهين لبلاد أخرى بقصد التجارة ، السياحة ، عمل ، دراسة ،... فإننا سفراء نحمل رسالة عنوانها حضارتنا و ديننا و فحوها إننا لهدف نسعى متوجهين ! و نحن بكوننا قد تركنا وطننا فنحن سفراء لهذا الوطن نحمل رسالة كمسلم بن عقيل ، عنوانها سلام الإسلام و فحوها نحن طلاب نصارع ثلوج البرد و أمواج الحرارة لننال شهادة تخرج في نهاية المطاف ، و كما قاتل مسلم حين اعترض البعض طريقه و رسالته ، فنحن سنقاتل كل العقبات التي تحول دون الوصول لهدفنا و إن كنا لوحدنا تمامًا كما كان مسلم في الكوفة

فلنكن كمسلم ، متحملين عبء رسالتنا و مواصلين على هذا الدرب حتى آخر نفس .. بالتوفيق جميعًا - مأجورين

هناك تعليق واحد: