الجمعة، 22 أغسطس 2014

"لا تطلقوا السهام على مواكبكم !"


ضعف المواكب و قلة المشاركين فيها قضية حساسة على الجميع الإلتفات لها ؛ لأن المواكب هي التراث الحسيني و العرض المذهبي الذي لا يقل أهمية عن منبر المعرفة و الفكر الجعفري (منبر آل بيت محمد) فضلًا عن كونه أحد الطرق التي يتم بها مواساة أهل البيت في أحزانهم ، و ذلك ما دعا له إمام الفكر جعفر الصادق عليه السلام حين قال "أحيوا أمرنا ، رحم الله من أحيا أمرنا".
و في هذا الجانب قضايا و تصرفات عديدة التي من شأنها أن تؤثر على مواكبنا وتكون كالنبال في صدرها ، و سأعرض إحداها .. 

الروح الشبابية الحسينية الحاضرة في اللطم هي روح الموكب و جوهره ، و من دونها قد يحقق الموكب نجاحًا و بعدد كبير أيضًا لكن يبقى في إنكسار لإختفاء هذه الروح فيه ! فالأطفال ، المراهقين و الشباب هم محور هذه القضية ؛ لأنهم الجيل القادم الذي يملأ المواكب دون تخلف -و هذا ما نطمح له- بروحهم الشبابية ، و مستقبلًا لن يبقى الكبار في مقدمة المواكب ليبثوا الروح فيها و إن بقوا ! 
إن ما نراه اليوم من زجر للأطفال و طردهم أحيانًا من مواكبنا تحديدًا في مقدمة الموكب ؛ كون الأطفال بطبيعتهم و المراهقين خاصة يحبوا أن يكونوا مع الشباب مقلدين ما يفعلوه أمر مؤذي للمواكب ، و إن معظم هؤلاء اللاطمين اليوم من الشباب هم نتاج توجيه سابق لدخولهم صفوف العزاء.  

أذكر في فترة طفولتي أن والدي كان يصطحبني للموكب و كنت أرى لطم الشباب و أسمع أصواتهم و ترددات أيديهم النازلة على صدورهم ، و كنت أود أن أكون أحدهم و أفعل تمامًا كما يفعلون و هذا ما شجعني عليه أحد منظمي الموكب حين اخذني لمقدمة الموكب تمامًا حيث كنت أريد. رحت أقلدهم و سعدت بذلك ، لكن بعد مرات قليلة بدأ بعض الكبار بزجري و ابعادي عن مقدمة العزاء ! كان تواجد عمي و صديق والدي في مقدمة الموكب درع حصين جعلني أواصل مشاركتي في مواكب العزاء بالقرب من الشباب دون أن يبعدني أحد ، و حين كبرت أصبحت متعلقًا بالموكب الحسيني و اعتبره شعيرة مقدسة وواجبة عليّ ، في حين إن آخرون من نفس سني مبتعدون عن صفوف العزاء أو متفرجون عليها و منهم من كنت أراه يزجر و يبعد عن مقدمة الموكب.

الجانب التنظيمي هو السبب الرئيسي لإتباع بعض المنظمين ذلك ، كيف ؟ الصغار لا يدركون إن دخولهم وسط صفوف الشباب في الموكب قد يخلق نوع من الفجوة بين الصفوف كما قد يضايق الشباب و يكون سببًا في هبوط الروح -السابق التحدث عنها- ، و ذلك ما لا توده أي جهة معنية بتنظيم أي موكب ، كما إن تقسيم الموكب لصغار و كبار و شباب قد يفرض على المنظمين نوع من التشدد لضمان انضباطه و نجاحه. و لكن ذلك أيضًا لا يبرر تصرفات البعض في زجر الأطفال و الصراخ عليهم لإبعادهم عن مقدمة الموكب حيث يكون الشباب ، فبدلًا من ذلك هناك الكلمة الطيبة التي نكسبهم بها و نحببهم بالموكب أكثر ؛ ليزداد تعلقهم به.

ابتكرت بعض الجمعيات الحسينية و الجهات المعنية بتنظيم مواكب العزاء حلًا حكيمًا بإنشاء ما يسمى بعزاء الأشبال ، حيث إن هذا العزاء يضم الأشبال فقط و هم الفئة المستثيرة لهذه القضية .. و من جهة أخرى من الضروري أن نسلط الضوء على كون الأطفال و المراهقين ينظرون إلى العزاء على انه على طريقة الشباب فقط و غيرهم لا -الشيوبة يعني- ، و هذه النقطة هي ما أثرت في نجاح هذا الموكب و هدفه ، كيف ؟

تغيب الشباب عن الموكب الذي انتج تغيب المراهقين عنه خلف انتشار فكرة إن هذه المواكب هي للأطفال فقط ! فباتت الشريحة الكبرى المشاركة في هذا الموكب هي شريحة الأطفال بغض النظر عن المنظمين. و الحل بسيط وواضح ألا و هو مشاركة الشباب فيه الذي سيؤدي لعدة نتائج ، منها نقل الروح الشبابية للمراهقين و الأطفال و غرسها فيهم ، اكتفاء الأطفال و المراهقين الذي يسهل تنظيم الموكب -الموكب الأساسي- ، بالإضافة إلى تمهيدهم لدخول الموكب و انجاح الموكب مستقبلًا بروح شبابية حسينية ، فضلًا عن نقل هذه الروح للأجيال التي تليهم.

[ هذه الشريحة هي صدر الموكب ، و من مسئولية كل معزي أن يهتم بها ، دمتم لاطمين  ] 

مأجورين بذكرى استشهاد صادق آل محمد عليه السلام ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق