الجمعة، 15 أغسطس 2014

"الأنا -الشبح الساكن بالعقول المريضة- عدو النجاح"


زرع في الإنسان رغبة في التطور و التقدم المستمرين منذ أن خلقه الله تعالى ، فهو الطامح ليكون الأفضل و المنافس على الأسبقية الممزوجة بكلمات المدح و الثناء الكثيرتين .. فكلنا بدون استثناء في الجوانب التي نحبها - نميل إليها نتمنى أن نسبق أقراننا إلى قمم النجاح ، و ليس هذا صعبًا ؛ فكما قيل "الوصول إلى القمة سهل ، و لكن البقاء في القمة هو الصعب"

ثمة الكثير من الفخاخ التي يقع بها الناجحون ليسقطوا في حفر الأرض ، منها الظاهر و منها الخفي ، فالظاهر هو ما ترمقه أعيننا ، تسمعه اذننا و يترجمه عقلنا ، في حين إن الخفي هو ما لا نراه و لا نسمعه و لكنه يسكن بدواخلنا و يقود أفعالنا في الغالب .. و مما لا شك فيه على الإطلاق أن الفخ الخفي أكثر خطورة من الفخ الظاهر ، لأنك حينها تقع في فخ لا تراه و احيانًا لا تشعر به نفسك حتى !

من بين كل تلك الفخاخ يتميز أحد الفخاخ و يبرز بحدة مكره و كثرة ضحاياه ؛ إنه الشبح المميت (الأنا) ، يقول تعالى : وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا. و يقول أيضًا : وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فخور. 
كلمة "أنا" ، كلمة تعني الكثير و الكثير ، ولكل فرد حق في ذكرها خاصة في حصر ما حصد و تعديده ، ولكن كثرة تكرار هذه اللفظة تزيد من رغبة سيئة موجودة بالنفس ، و التي قد تنمو و تكبر دون الشعور بذلك حتى ! 

إن أكثر ضحايا هذا الفخ هم الناجحون الواصلون للقمم ، المحققون -ان لم يكن ذالك الجزء من الإنجاز- لإنجاز .. فهم من وجدوا في نفسهم الاكتمال و الاكتفاء ، بل و وجدوا ان اخطاءهم المتناسية -أثناء صعود الجبل- شيء من الماضي فقط ! الناجحون الحقيقيون هم من يعتقدوا بشيء واحد ، و هو إن مهما بلغوا من علم و مهما حققوا من نجاحات لابد من وجود من يفوقهم و يعلوا على نجاحهم نجاح ، و هذا لا يعني التوقف بل المواصلة للأفضل 

[النجاح الحقيقي كالأرقام ، مستمرة إلى ما لا نهاية]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق