الأحد، 27 يوليو 2014

"قبل و بعد رمضان"


جرت العادة على تهيئة المنزل و تعطيره قبل نزول الضيف فيه ، كما يفرض الآباء قوانين صارمة على أبنائهم طيلة فترة الزيارة .. و ماذا بعد ؟ 
أي و ماذا بعد التوديع ؛ يغادر الضيف و يترك تلك القوانين تتبخر و حال البيت منقلبًا !

تمامًا كشهر رمضان ، الشهر الضيف الذي نستقبله بكل حرارة و نهيأ له أنفسنا ومنزلنا ، ونفرض قوانين صارمة على أخلاقنا وتصرفاتنا .. لكن للأسف فإن هناك صلاحية انتهاء لهذه القوانين ؛ فلا تدوم بعد إنقضاء الشهر بل تختفي في أول بزوغ لهلال العيد ! 

أعجبني قول أحد العظماء حين قال : "فإذا انقضى شهر رمضان المبارك ولم يطرأ على أعمالكم وسلوككم أي تغيير، ولم يختلف نهجكم وفعلكم عما كان عليه قبل شهر الصيام، فاعلموا أن الصوم الذي طلب منكم لم يتحقق، وأن ما أديتموه لم يكن أكثر من صوم الحيوانات."

ومن الملفت للنظر أيضًا هي تلك الرسائل -البرودكاست- التي يتداولها الجميع عن رحيل (إبليس) مع دخول الشهر و ثم تفعيل خدمته بعد الشهر ! .. هل فُرضت علينا العبادة واجتناب المعاصي في شهر رمضان فقط ؟ لن نستطيع الإجابة عن هذا السؤال وطريق المسجد لا نستدله إلا فالشهر ، ولا نجيب عليه أيضًا مادام القرآن يقرأ في شهر كل سنة ! 

علينا بتمديد فترة صلاحية أخلاقنا وتصرفاتنا ، وليكن هذا الشهر لنا نقطة إنطلاقة جديدة مفعمة بأخلاق ديننا الإسلامي السامي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق