السبت، 26 أبريل 2014

"آفة الجيل الجديد"


"المسؤولية" ، مصطلح ضاع بين المعاجم و ابتعد كل الإبتعاد عن معظم شباب هذا العصر ، فأصبح الشباب في هذه الأيام "عديمي المسؤولية" ..

لم ؟ مما لا شك فيه بأن هذه المشكلة هي مشكلة تمس المجتمع فضلًا عن الفرد و على الرغم من كثرة أسباب انتشار هذه الصفة المجتمعية ، يمكننا القول بأن  البيئة المحيطة و التربية المنزلية يلعبان الدور الأكبر في تواجد المسؤولية أو عدمها لدى الفرد ، فهما العاملان الرئيسيان في توجيه البوصلة نحو الطريق السليم الذي تعتمد عليه صفات الشخص لاحقًا.

انتشرت قصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، و عبر بعض برامج التواصل -كالواتسب- تتحدث عن ثمرة كبيرة دخلت داخل زجاجة فتحتها ضيقة لا تتسع لهذه الثمرة ، وذلك لن يكون الا ان ما كانت متواجدة بالداخل منذ صغرها ، تمامًا كصفات البشر ؛ فغرس الصفة منذ الصغر يكون اسهل علينا من غرسها عند الكبر ، حينها يكون صعبًا ولربما مستحيلًا. والذي يختص بهذا الجانب هو التربية المنزلية ، فالتربية هي اساس تواجد بعض الصفات والقيم و غياب بعضها ، وذلك يرجع لأسلوب الأسرة في التربية ، ومن الأساليب التي شاعت في المجتمع حاليًا ، الليونة و اعطاء الطفل كل ما يريد ، بالإضافة إلى جعل الطفل دائمًا في موقع الصواب .. كل هذا من شأنه خدش مسؤولية الفرد في الكبر ، يقول رسول الله (ص) : ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه ).

للبيئة المحطية دورًا واضحًا في خلق المناخ الازم لتنمية بعض القيم و الصفات ، و نعني بالبيئة الحالة الأسرية ، المعيشية و العلاقات الانسانية. وفي حال عدم تهيئة البيئة المناسبة يصبح من الصعب غرس المسؤولية لدى الفرد ؛ فالشخص الذي يحتك بالمجتمع و يواجه مشاكله في سعي لإيجاد الحلول ستغرس فيه هذه الصفة أكثر من الشخص المنعزل في منزله ، و لابد من الالتفات إلى أن ذلك لا يعني ترك الفرد يواجه الأمور لمفرده.

قد يفهم البعض المسؤولية على أنها الخروج لجلب حاجيات المنزل فقط ، لا فالمسؤولية هي تحمل عبء القول والفعل الذي يبذر منك و غيابها عن الفرد سيجعله شخصًا اتكاليًا وكسولًا في المجتمع ، ولعل من أخطر النواتج عن فقدان المسؤولية "الاتكالية" ؛ التي ترمز إلى خلل في الاعتماد على النفس والذي يدل على وجود فجوة في المسؤولية ، يقول (ص) : توكلوا ولا تواكلوا. فإن النهي الواضح للرسول (ص) عن هذه الصفة دليل واضح على قبحها.

فلنربي أبناءنا على تحمل المسؤولية ، فنحن لن نعيش لنطعمهم طوال الدهر و لا ننسى بأن الضرر الناتج عن انعدام المسؤولية لا يمس الفرد فقط ، بل يغرس انيابه الحادة حتى في المجتمع.


حرر في 18/9/2013
ӡℓõõǐ

هناك تعليقان (2):

  1. احسنت قولاً شاعرنا ��
    و اتمنى يكون فعل!!

    ردحذف
  2. بارك الله فيك
    كلام سليم تماما
    تحمل المسؤولية يجب أن يكون مكتسبا من الصغر
    لا يجب على الآباء توفير كل شيء لأبنائهم ليتعودوا على الرخاوة والاتكال، يجب أن يغرسوا فيهم الثقة والاعتماد على النفس ليتحملوا المسؤولية
    يقول أمير المومنين ع "ألا أن الشجرة البرية أصلب عودا والروائع الخضرة أرق جلودا".

    ردحذف