الاثنين، 11 مايو 2020

"من هم الصفوف الأمامية ؟"

مع انتشار الكورونا و اعلان لحالات الطوارئ ، تتصدر أخبار الكورونا و أبطال الصفوف الأمامية صفحات الجرائد و الأخبار الإلكترونية ، و تمتلأ مقالاتنا وأحاديثنا بالفخر بهؤلاء الأبطال اللذين ضحوا بأنفسهم في سبيل راحة الآخرين.

كثير ما نتناول هذه العبارة و نخص بها فئة المتطوعين أو الأطباء و العاملين في القطاع الصحي دون غيرهم ، فهل هؤلاء هم فقط أبطال الصفوف الأمامية ؟!


الصف الأمامي هو الصف الذي نقف فيه وجهًا لوجه مع الكورونا ، و في ظل وجود حالات متعددة للكورونا من داخل المجتمع فإن الصف الأمامي لن يكونحكرًا على ساحات المستشفيات و المحاجر الصحية و مراكز العزل ، بل سيكون ذا نطاقٍ أشمل و أوسع و هو ما نراه جليًا اليوم في البحرين ، و في هذا المقالسأتطرق لأبطال الصفوف الأمامية اللذين همّشهم بعض المجتمع و وسائل الإعلام


١-أبطال الصفوف الأمامية في القرى:

يقف العقل عاجزًا عن شكر هذه المبادرات من الجمعيات الخيرية و المتطوعين في القرى للوقوف ضد جائحة كورونا بمختلف الأساليب ، قد لا يكون هؤلاء يقدمونالخدمات الطبية ولا يحتكون بالمرضى مباشرةً و لكن ! هم يقومون بمهام تثقيفية و توعوية و وقائية داخل القرى كرفع مستوى الوعي و الحس الوقائي عبرمنشوراتهم و حملاتهم التعقيمية ، و لا يقف ذلك عند حد معين بل يتفنن اليوم أبطال القرى في أساليب مساعدة الناس للوقاية من الفايروس كخدمات التوصيلللمنازل التي يقدمها المتطوعون و برامج التدريب و الدعم للعوائل المتضررة و المحتاجة


هؤلاء سيواجهون الكورونا حتمًا ، من يعلم في نشاطهم يلتقون بمن و هل من يكون أمامهم مصابًا أو مخالطًا أو سليمًا ! هؤلاء يضحون أيضًا بأنفسهم وبأرواحهم و هم يستحقون أن يلقبوا بأبطال الصفوف الأمامية.


٢-أبطال الصفوف الأمامية في المستشفيات:

سيواجه الأطباء كارثة ان افرغوا كل الأقسام لمجابهة فايروس كورونا ، و لذلك فلا بد من بقائهم في أقسام المستشفيات و المراكز  و هم كذاك معرضون لمواجهةالمرض وجهًا لوجه مع المرضى اللذين قد يكونون مصابين ، و هذا ما أدى لإصابة أطباء الأسنان و غيرهم، هؤلاء حتم عليهم عملهم مواجهة الكورونا و الأمراضالأخرى


إن تقدير المجتمع لهذه الفئة يكاد يكون منعدم بسبب تسليط الضوء على الكادر الطبي الذي يقدم الخدمات الطبية للمرضى دون غيرهم ، لا أحد يقلل من عملهؤلاء العظيم و لكن أبطال المستشفيات يستحقون أن يكونوا أيضًا أبطال الصفوف الأمامية.


ليس فقط هؤلاء .. كل فرد يكافح الكورونا في مختلف المجالات يعتبر بطلًا في الصف الأمامي ، كل من يسخر جهده و طاقته و وقته في سبيل القضاء علىالكورونا و المحافظة على سلامة الناس و توعيتهم يعد بطلًا يستحق منا كل التقدير و الإحترام.


و نحن نقف اليوم عاجزين عن فهم روحية هؤلاء العالية و المتفانية في العمل ، هو حقًا حبهم لوطنهم و أهلهم و صحبهم و رغبتهم في العيش في حياة بدونكورونا هو محركهم الأساس ، هؤلاء هم أبطال البحرين في عام ٢٠٢٠ ، أسماؤهم سيخلدها التاريخ ناقلًا بطولاتهم لأبنائهم و أحفادهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق